أقل من شهر وتنطلق الصافرات معلنة بدء مباريات كأس أوروبا بكل من النمسا وسويسرا، والتي يتوقع ان يحضرها اكثر من مليوني مشجع متحمس، فيما سيتابعها ملايين آخرون عبر شاشات التلفزيونات، وبالطبع فان الاستعدادات شبه اكتملت ولم يتبق غير لمسات هنا وهناك. في فيينا العاصمة النمساوية تنشط هذه الأيام مجموعات عدة في «دورات» خاصة من اجل التعامل مع تلك جيوش المشجعين. وقد أكملت مجموعات من قوات الشرطة دروس انجليزية مكثفة حتى لا تفوت عليهم الكلمات العنصرية والمنابذة بالألقاب من اجل رياضة نظيفة. كما أعلن فريق من القسس بدء دروس تساعدهم في التعامل مع المحبطين من المشجعين ممن يحتاجون لتهدئة خاصة حتى لا يستغلوا إحباطهم بالتخريب والشغب. أما ان تطرفوا فقد تم افراغ اكثر من 200 زنزانة بسجون المدن الاربع، التي ستستضيف المباريات لاستضافة من يتطاولون على القانون.
هذا وقد افتتح الاول من امس امتداد جديد لخط قطار الأنفاق 2، بطول 4 كيلومترات من قلب العاصمة وحتى استاد ارنست هابل، الذي افتتح خصيصا لهذه المباريات وسيشهد المباراة الختامية.
وقد جرى نهار الأحد تدشين الاستاد الذي سلم رسميا «لليويفا» بحفل تصوير خاص شارك فيه 1840 شخص، انتظموا داخل الاستاد وهم عراة. تحركوا وفق تعليمات واشراف المصور الأميركي سبنسر تونيك الذي التقط لهم اكثر من صورة وهم يحملون كورا بعنوان«النمسا والكرة». ومعروف ان هذا المصور دأب منذ العام 1994 على تصوير عراة يتجمعون في لقطة واحدة يحدد لهم موضوعا بعينه. وقد صور اكثر من 75 صورة اشتهرت عالميا «بغرض الفن» كانت اكبرها تلك التي التقطها بمدينة مكسيكو العام الماضي وجمع فيها 18 ألفا.
من جانب آخر أعلنت الغرفة التجارية النمساوية في بيان حديث: ان المناسبة ما تزال تفسح فرصة لـ11 ألف مواطن ممن يبحثون عن وظائف تتنوع ما بين عامل نظافة وحارس ومساعد ضيافة، تتطلبهم بعض المحال التي تحتاج عمالة إضافية خلال ايام المباريات التي ستستمر من السابع وحتى التاسع والعشري من يونيو. أما وسائل الإعلام فقد سارعت بتذكير جماهير المشجعين من مختلف الدول الى ضرورة مراعاة ان القانون النمساوي يقصر استخدام الأعلام «الأعلام التي تعلق على بيرق» على السيارات الرسمية، التي تنقل عددا محدودا جدا من كبار رجال الدولة اثناء تحركاتهم الرسمية فقط .
مشددة على ان كل من لا يلتزم بذلك سيعرض نفسه لغرامة تصل الى 5 آلاف يورو، وفقا للفقرة 54 من قانون الحركة. أضف الى ذلك ان الفقرة 26 أ من قانون التأمين للسيارات، تؤكد ان الحوادث التي قد تتسبب فيها بيارق تلك الأعلام لا تغطيها بوليصات التأمين. من جانبها نبهت دوريس بورس، وزيرة شؤون المرأة، من احتمال زيادة حالات العنف المنزلي بسبب ارتفاع استهلاك الكحوليات اثناء مشاهدة المباريات، بالاضافة لتفاقم حالات التشنج والانفعال. أما معتمدية فيينا فقد بادرت لتوجيه الدعوات المجانية لكل أفراد الأسر لمشاهدة المباريات عبر شاشات ضخمة ستنصبها حول جادة مبنى المعتمدية «الرات هاوس».