أكاذيب النساء على الإنترنت لا تتعارض مع القانون

البعض يعدونها من المخاطر

TT

أشارت دراسة سابقة إلى أن الألمان ما عادوا يبحثون عن شركاء حياتهم في المقاهي والأسواق والحفلات، وإنما على صفحات التعارف في الانترنت. ويشارك الملايين، بينهم 4 ملايين طالب في صفحة إلكترونية واحدة، بحثا عن الرجل أو المرأة المناسبة. هل يمكنك أن تتصور نفسك، وأنت واقع «إلكترونيا» في حب امرأة على الشبكة، وحالما يتم اللقاء في مكان شاعري، تكتشف أن مواصفات هذه المرأة لا تنطبق مع المواصفات المطروحة في صفحة التعارف؟ عيناها سوداوان بدلا من زرقاوين، شعرها قصير وأسود بدلا من أشقر، وعمرها 50 بدلا من 29 سنة. ماذا تفعل؟ تتقدم بالطبع بدعوى قضائية ضد المسؤولين عن الصفحة لدى المحكمة فيفاجئك القاضي بالقول، إن تلفيق النساء على الانترنت لا يتعارض مع القوانين.

هذا في الأقل ما حصل مع الألماني هيلموت . س حينما دفع للصفحة الإلكترونية مبلغ 7900 يورو لقاء التوسط له مع امرأة. وذكر س (45 سنة) في دعواه أنه تعرض للاحتيال والنصب، لأن صفحة التعارف أرسلت له امرأة غير التي تعرف عليها إلكترونيا. ونتيجة لذلك، سحبت الصفحة المرأة، اعترافا منها بالخطأ، وأرسلت له أخرى، فكانت أوصافها لا تنطبق أيضا مع «رفيقة الأحلام» التي شاهدها هيلموت على الانترنت. وتكرر الأمر للمرة الثالثة قبل أن يقرر الألماني اللجوء إلى القضاء للمطالبة باستعادة ماله.

وقال قاضي محكمة كارلسروهه (جنوب)، إن المدعي فشل في إثبات حصول الاحتيال على المدعى عليه. واعتبر الخطأ غير متعمد لأن الصفحة الإلكترونية غير مسؤولة عن تغير شكل المرأة المعروضة أو تعرضها للحوادث بعد الإعلان عن صورتها. وأضاف القاضي: إن دعوى الاستدراج إلى «كمين نسائي» لا يمكن إثباتها رغم أنها واردة. وذكر محامي صفحة التعارف أن المدعي لم يقدم صور النساء الثلاث اللاتي يدعي أنهن عرضن عليه ولا تنطبق أوصافهن مع السيدة المتفق عليها.

وهذا ليس كل شيء، إذ كان على هيلموت . س الاستماع إلى نصائح القاضي من دون مقابل. وقال له القاضي أن يبحث عن رفيقة حياته بشكل اعتيادي من بين أصدقائه ومعارفه والابتعاد عن صرعات الشباب السائدة هذه الأيام.