عرضت في المعرض الذي افتتح في القصر الملكي بمدريد، والذي يحمل عنوان «ذخائر الاكاديمية الملكية التاريخية»، تحف تعود الى حضارات مختلفة وعصور متنوعة لكن جزءا لا بأس به منها يعود الى الحضارة العربية الاسلامية والى حضارات النيل ووادي الرافدين، ومن اهم معروضاته مئزر للخليفة الاموي هشام المؤيد بالله ومخطوطة كتاب «المقتبس» لابن حيان التوحيدي. وتحتل تحف الاكاديمية احدى عشرة صالة من صالات القصر الملكي، وتضم قطعا معدنية من نقود وسيوفا وخوذا حربية واسطرلابات وميداليات وخواتم، وقطعا رخامية تمثل منحوتات وشواهد، واقمشة وخارطات وكرات ارضية ومخطوطات ولوحات فنية.
ومن ابرز ما يمكن مشاهدته من التحف الاندلسية مئزر، يعود الى نهاية القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، للخليفة الاموي هشام المؤيد بالله ويعتبر اهم واثمن اثر للاقمشة الاندلسية الباقية حتى اليوم، وقد عثر عليه في كنيسة سان استيبان دي غورماث، ويبلغ طوله حوالي متر وعشرين سنتمترا وعرضه نصف متر تقريبا، وهو محاط بكلمات عربية مع صور لوجوه انسانية واشكال حيوانية.
ومن القطع العربية الاسلامية ايضا اسطرلابان اندلسيان يعودان الى القرنين السابع والثامن الهجريين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، وخواتم فضية وذهبية وكتابات على الرخام عثر عليها في احد حمامات مدينة جيان، جنوب اسبانيا، وتمثال صغير يعود الى حضارة وادي النيل، وثلاثة الواح سومرية صغيرة تعود الى 2250 سنة قبل الميلاد، عثر عليها جنوب العراق وحصلت عليها الاكاديمية عام 1996.
وعرضت مكتبة الاكاديمية التاريخية مخطوطات قديمة من مختلف اللغات ومنها مخطوطات اسبانية قيمة ومخطوطات عربية، اكثرها نصوص قرآنية او دينية، والجزء الثاني من مخطوطة «المقتبس» لابن حيان، حصلت عليه الاكاديمية عام 1998. كما ان هناك لوحا قديما كتبت عليه الالفباء العربية.
واشتمل المعرض ايضا على لوحات ضخمة لرسامين امثال فراثيسكو غويا وخثينتو ميلينديث، ولوحات تمثل ابرز الشخصيات الاسبانية مثل الملك فيليب الخامس او اخرى تمثل احد اهم مستشرقي اسبانيا في القرن التاسع عشر باسكوال غايا نوغوس. ولوحة رائعة بطول حوالي متر وعرض نصف متر، موقعة من قبل رودريغيث دياث اكمل رسمها عام 1767، وهي تصور شخصيات عربية في بلاط بني نصر، نقلها عن نقش موجود في سقف احدى صالات قصر الحمراء بغرناطة، يحتمل ان يكونوا ملوك بني نصر في غرناطة.