اكتشاف أكبر مدينة عسكرية من عصر الفراعنة بطريق فلسطين شمال سيناء

فيها قلاع حربية ومعبد ومخازن للأسلحة والغلال

TT

كشفت بعثة الآثار المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار فى شمال سيناء برئاسة د. محمد عبد المقصود، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، عن معالم أكبر مدينة أثرية مصرية محصنة من عصر الدولة الحديثة، أثناء أعمال التنقيب الأثري في مشروع الكشف عن قلاع طريق حورس الحربي القديم بين مصر وفلسطين.. وأوضح د. زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار في بيان صحافي أمس، أن البعثة عثرت داخل هذه المدينة على نقش للملك تحتمس الثاني، وهي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن أية قطعة أثرية تخص هذا الملك على طريق حورس الحربي، مما يدل على أنه شيد أحد المنشآت الحربية على طريق حورس الحربي، وأضاف حواس أن البعثة عثرت أيضاً على بقايا قلعة من الطوب اللبن ترجع لعصر الملك رمسيس الثاني، يبلغ طولها 500 متر وعرضها 250 مترا، وبها أبراج عالية يصل ارتفاع كل منها إلى 4 أمتار وبعرض 20 مترا، كما أثبتت الدراسات الأولية بالموقع أن هذه القلعة كانت مقر قيادة الجيش المصري منذ عهد الدولة الحديثة (1569 -1081 ق.م) وحتى العصر البطلمي (305 – 31 م) كما أن المعالم الأثرية لهذه القلعة تؤكد ما جاء من نقوش على المعابد المصرية القديمة توضح شكل مدينة ثارو الواقعة عند بداية طريق حورس الحربي.

ومن جانبه قال د. محمد عبد المقصود إنه تم الكشف أيضاً عن أول معبد من عصر الدولة الحديثة يتم العثور عليه في شمال سيناء حتى الآن، وأوضحت الدراسات أن هذا المعبد بني على أطلال إحدى القلاع من عصر الأسرة الثامنة عشرة (1569 – 1315ق.م)، كما تم العثور على مجموعة من النقوش الأثرية للملك رمسيس الثاني ونقش مهم للملك سيتي الأول (1314- 1304 ق.م)، كما ضم المعبد ملحقات لعدد من الآلهة نقشت اسماؤها على أكتاف من الحجر الجيري. هذا بالإضافة إلى عدد من المخازن المركزية مبنية على شكل صفوف استخدمها الجيش المصري في عصر الدولة الحديثة لتخزين الغلال والأسلحة.

ولفت عبد المقصود إلى أن هذه المخازن تحيط بها جدران سميكة لتشكل هي بذاتها تحصينات داخل القلاع المقامة بها، بالإضافة إلى بعض الأفران والأختام والأواني الفخارية. مشيرا إلى أن الاكتشاف يؤكد ما جاء من نقوش على جدران معبد الكرنك بالأقصر فى النقش الشهير للملك سيتى الأول، الذي يوضح معالم طريق حورس الحربي القديم بين مصر وفلسطين في المنطقة الواقعة بين القنطرة شرق وحتى رفح المصرية بشمال سيناء.

كما يؤكد هذا الكشف صدق الفنان المصري القديم في ما نقشه على جدران المعابد، وان هذه النقوش كانت تحاكي الطبيعة، خاصة أن طريق حورس القديم المنقوش على معبد الكرنك يعد أقدم خارطة طبوغرافية في العالم تحدد معالم 11 قلعة حربية تحمي حدود مصر الشرقية كشف منها حتى الآن عن خمس قلاع بشمال سيناء، توضح الإستراتيجية المصرية في الدفاع عن حدود مصر الشرقية وتأمينها.