«الأمن» هاجس الساعات الأخيرة لـ يورو 2008 في النمسا

مع توقع متابعة 5 ملايين المباراة النهائية

TT

«فليرقص الجميع الفالس» ... هي العبارة الاكثر تداولا في الاحتفالات النمساوية، وغالباً ما يسمعها السائح بمجرد أن تطأ قدماه أرض النمسا، لكنها بدءاً من الأمس تنحت قليلا لتترك المجال لعبارات التشجيع والحماسة التي تصاحب مباريات كرة القدم. وسيستمر الوضع كذلك حتى نهاية مباريات «بطولة أمم اوروبا» في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. واليوم بالذات لا يشغل النمسا شاغل اكبر من معرفة على من سيقع الاختيار لمركز حارس مرمى منتخبها الوطني. فهذا هو السر الاكبر الذي يتحرق الجميع للكشف عنه، بعدما فضل مدرب المنتخب الاحتفاظ به حتى اللحظة الاخيرة. من جانب آخر، عملت سلطات وزارة الداخلية النمساوية على تعليق العمل بـ«اتفاقية شينغن» الحدودية الاوروبية التي تسمح بحرية الحركة بين 24 دولة عضو في الاتحاد الاوروبي الـ27، من دون تعطيل او رقابة على جوازات المرور والوثائق الثبوتية، إذ أزيلت منذ فبراير (شباط) الماضي كل الأسوار الحدودية والموانع كافة، وصار مسموحاً بالعبور الحر طالما ان المرء مواطن لواحدة من تلك الدول او مسافر يمتلك تأشيرة دخول لواحدة منها.  وبموجب قرار التعليق المتخذ عاودت السلطات النمساوية اعتباراً من يوم أول من أمس مراجعة تلك الوثائق في نقاطها الحدودية كافة. وبات من الضروري إبراز الوثائق الثبوتية عند الرغبة في العبور إلى النمسا حتى من قبل النمساويين انفسهم. هذا، وتتوقع التقارير وصول عدد الراغبين بمتابعة المباراة الختامية في العاصمة فيينا الى حوالي 5 ملايين مشجع متحمس سيتدفقون من كل انحاء اوروبا. ولا تنكر السلطات انها رغم كل التدابير تخشى عبور البعض بصورة غير قانونية، كما تخشى دخول المشجعين المصنفين بـ«غير المرغوب بهم»، من الفئات الفوضوية والمشاغبة التي لا تتوانى عن التعبير عن فرحها أو غضبها بالتخريب والشجار، وفي مقدمتها جماعات إنجليزية معروفة لدى الشرطة الأوروبية، ستحاول المجيء بشتى السبل بالرغم من إخفاق إنجلترا بالتأهل لهذه المباريات. أما سويسرا فهي أصلا ليست دولة عضو في الاتحاد الاوروبي، وبالتالي فإن الدخول اليها يجري بالطرق العادية المتبعة عالمياً مع مزيد من التشدد هذه الأيام.

وفي سياق البرامج الخاصة بالمباريات، أعلنت الكنيسة الكاثوليكية عن قداس يقام صباح اليوم الاحد، خصيصاً بمناسبة البطولة، وأعد لأداء الصلوات بثلاث لغات هي الألمانية والبولندية والكرواتية. وقد عمل المسؤولون على تعميم الدعوة لكي تتمكن جماهير هذه المنتخبات من المشاركة، وذلك بساعات قليلة قبل لقاء المنتخب النمساوي بمنافسه الكرواتي في فيينا، والمنتخب الالماني ضد المنتخب البولندي في مدينة كلاغنفورت عاصمة اقليم كارينثيا (جنوب النمسا).