هولندا: المرضى يشرفون على شؤون مستشفى للأمراض العقلية

بروكسل: عبدالله مصطفى

TT

ربما تتطور حالة مريض في أحد المستشفيات الى الأفضل، ويشعر انه بات في وضع يسمح له بتقديم المساعدة لإدارة المستشفى او التعاون مع العاملين فيه، من منطلق صداقة نشأت بينهم بعدما أمضى وقتا طويلا معهم.

قد يبدو هذا الأمر عادياً من وجهة نظر البعض، لكن الأمر سيختلف حتماً إذا علمنا أنه يتعلق بمريض مختل عقلياً.

في هولندا واجهت مستشفيات الأمراض النفسية والعقلية خلال الفترة الأخيرة مشكلة كبيرة تمثلت في نقص حاد بعدد العاملين، وهو ما دفع المرضى إلى التطوع والعمل بدلاُ من الموظفين لتسيير أمور العمل. فقد نقلت وسائل الإعلام الهولندية عن العاملين في مستشفى أولدنكوت، المخصص للمجرمين المصابين بأمراض نفسية وعقلية، بمدينة ريكين أن النقص في عدد العاملين بالمستشفى غدا حاداً جداً لدرجة أن أصبح النزلاء المجرمون يساعدون في تسيير شؤون المستشفى، بل أن ولاء هؤلاء للعاملين هو السبب الوحيد في هدوء الوضع بالمستشفى. العاملون في المستشفى يصفون الوضع بالمقلق والخطير، وبـ«القنبلة الزمنية في حالة العد التنازلي»، إذ يعني استمرار النقص في عدد العاملين أن المرضى يُحتجزون داخل غرفهم المغلقة من الساعة الخامسة مساءً إلى الساعة الثامنة صباح اليوم التالي، خلال العطلات الأسبوعية. ويطالب مجلس العاملين بالمستشفى، الذي فقد الثقة بمجلس إدارة المستشفى غير الحكومي، بالفصل الفوري للمديرين. ولقد سجل مجلس العاملين قائمة تضم 23 تهمة بسوء الإدارة. ويقول العاملون إن المستشفى لم يعالج أحداً خلال السنوات الثلاث الماضية. وأمرت نائبة وزير العدل نباهت البيراق (وهي تركية الأصل) بإجراء تحقيق دقيق حول أوضاع هذا المستشفى.