البحث عن فرنسي ليرث ملايين والده

تقطعت علاقتهما منذ زمن وتوفي الأب منذ سنتين

TT

يبحث كاتب بالعدل من ألمانيا عن فرنسي يدعى جاك، واسم والدته إيليان، وتعود جذوره العائلية الى منطقة «شارونت ماريتيم»، على الساحل الغربي لفرنسا، وذلك لتسليمه إرثاً يخصه انتقل اليه من الصناعي الثري كلاوس ديتريش. وتوفيَّ الصناعي الألماني منذ سنتين تاركاً ثروة بالملايين دون أن يكون له وريث سوى ولد كان قد رزق به من فتاة فرنسية قبل نصف قرن من الزمان.

ووصل الكاتب بالعدل ثورستن فون هايكه إلى المنطقة، أخيراً، بحثاً عن الوريث المفترض. وكل ما في حوزته من المعلومات أن ديتريش كان قد قام مع شقيقه فريتز بجولة في فرنسا على دراجة نارية عام 1958، أي عندما كان في التاسعة عشرة من العمر. وأقام الشقيقان لبضعة أيام في مخيم على شاطئ بلدة «سان جورج دو ديدون» حيث تعرف على شابة تدعى إيليان ووقع في غرامها. وأثمرت العلاقة ولداً. لكن الشاب الألماني اضطر للعودة الى بلده وأصبح ضابطاً في البحرية قبل أن يجمع ثروة طائلة من صناعة الأدوية.وحسب الكاتب بالعدل الذي أجرى تفتيشاً في البلدة التي التقى فيها العاشقان، فإن الولد كبر في فرنسا ثم بحث عن أبيه ووجده والتقى الاثنان في مدينة مرسيليا، جنوب البلاد. لكن الصلات بينهما عادت وتقطعت.

ويستند الكاتب بالعدل الألماني على دفتر كان الصناعي الراحل قد دون فيه وقائع رحلته الى فرنسا وأشار فيه الى حبيبته إيليان وانجابه طفلاً منها كان يرد ذكره في المذكرات على أنه يدعى جاك وأحياناً جان جاك. وهناك مخلفات أخرى الى جانب الدفتر، منها صور للولد عندما كان في سن البلوغ مرتدياً بزة الخدمة العسكرية، لكن الأوراق تخلو من أي عنوان أو اسماء لأشخاص آخرين. وروت هيلين دا سيلفا، أقدم بائعة في البلدة، لصحيفة «لوباريزيان» أن الكاتب بالعدل الألماني زارها لأنه يتصور أن إيليان كانت تبيع الزهور. ونفت المتحدثة التي تقيم في البلدة منذ 1950 أن تكون تعرفت الى البائعة المقصودة لكنها قالت إنها تعرف سيدتين تحملان اسم إيليان في البلدة لكنهما في الخمسين من العمر، أي أصغر بكثير من حبيبة الألماني. وأضافت: «منذ انتشار خبر الإرث وكل أهالي البلدة يبحثون عن إيليان في كل مكان».

ورغم كثرة الإشاعات والتكهنات التي تدور في البلدة الساحلية الصغيرة، فقد حرص الباحث الألماني المكلف العثور على الوريث على القيام بعمله بمنتهى الدقة.

وأمضى وقتاً طويلاً في مكتب السجلات المدنية لكنه لم يهتد الى الاسم المطلوب. فهل فشل الصناعي الألماني في تذكر اسم البلدة التي تعرف فيها على إيليان؟ وهل كان اسمها هكذا بالفعل أم أنه اختار لها في دفتر يومياته اسماً مستعاراً؟

وبانتظار أن يسفر البحث عن نتيجة، يحلم مئات الآلاف ممن يحملون اسم جاك في فرنسا بأنهم ورثة الملايين. وهناك من يفكر جدياً في تحويل الحكاية الى فيلم سينمائي.