اختيار الشقراء لورنس فيراري لتقديم أشهر نشرة تلفزيونية في فرنسا

رشحتها الشائعات للزواج بساركوزي وأطاحت بالنجم باتريك بوافر دارفور

لورنس فيراري («الشرق الأوسط»)
TT

نزل الخبر على الفرنسيين كما تنزل أخبار الانقلابات العسكرية في دول العالم الثالث. فقد أطيح بالصحافي والكاتب الشهير باتريك بوافر دارفور من عرشه الذي يجلس عليه منذ 21 عاماً كمقدم لنشرة أخبار الثامنة مساء من القناة التلفزيونية الأولى لتحل محله، اعتباراً من سبتمبر (ايلول) المقبل المذيعة والصحافية لورنس فيراري. وبهذا ستتشارك فيراري التي ستشرف على النشرة في بحر الاسبوع مع ايقونة شقراء ثانية هي كلير شازال، نجمة الأخبار في عطلة نهاية الاسبوع.

وأفردت الصحف الفرنسية مساحات بارزة للتعليق على «الإنقلاب المرئي». وخصصت صحيفة «ليبيراسيون» صفحتها الأولى للحدث مع مانشيت يقول: «بوافر دارفور صدمته فيراري». وجاء في الأسباب المعلنة لهذا التغيير الرغبة في تجديد شباب النشرة التي يتابعها 10 ملايين متفرج كل مساء. وهو رقم طرأ عليه بعض التراجع في الأشهر الأخيرة. ولعل هذا ما يفسر إزاحة المدير العام للأخبار بول ناميا عن منصبه الذي يشغله من سنوات طويلة أيضاً. وتأتي فيراري، 41 عاماً، إلى القناة الأولى «الخاصة» من «كانال بلوس». وكان اسمها قد شغل وسائل الإعلام في الخريف الماضي عندما ترددت شائعات عن علاقة تربطها بنيكولا ساركوزي. فقد كان الرئيس الفرنسي الشاب، إثر طلاقه من زوجته سيسيليا، العريس المرشح لكل الفرنسيات الشهيرات والعازبات. وترافقت الشائعة مع إعلان انفصال فيراري عن زوجها توما هوغ الذي يعمل في حقل الإعلام أيضاً. لكن الحكاية طويت بسرعة مع ظهور كارلا بروني في الساحة. ودخلت لورنس فيراري، وهي إبنة نائب سابق من حزب «اتحاد فرنسا»، إلى ميدان العمل الصحافي وهي في العشرين من عمرها كمتعاملة بالقطعة مع وكالة الصحافة الفرنسية. كما عملت مراسلة من مقاطعة «الألب» للمجلة الاسبوعية التي تباع مع صحيفة «الفيغارو»، قبل أن تجد موضع قدم لها في إذاعة «أوروبا 1» وتتعلم المهنة على أصولها وتبرز بين أقرانها بحيث تنتقل من البرنامج الصحي الى تقديم نشرات الأخبار. ولم يتوقف طموح الصحافية الجميلة عند ذلك الحد فقد كان شكلها يؤهلها للشاشة الصغيرة، وهكذا غامرت، عام 1997 بترك الاذاعة والعمل في المحطة الاخبارية الجديدة، آنذاك، «إل. سي. إي»، التابعة للقناة الأولى. وسرعان ما لفتت الأنظار في نشرات الأخبار الصباحية وفي البرنامج الشعبي «كم يساوي هذا» الذي شاركت في تقديمه. لكن الانطلاقة المهمة في مسيرة فيراري كانت عندما تشاركت مع زوجها السابق في تقديم البرنامج السياسي «سبعة على ثمانية». ومنذ ذلك الحين بدأت المقارنة بينها وبين نجمة أخبار القناة الأولى كلير شازال. وكان من المتوقع أن تطيح المذيعة الشابة بشازال، لكنها تجاوزتها وقفزت الى المركز الأول مباشرة.

ورغم شعبية فيراري فأن غياب بوافر دارفور سيترك فراغاً على الشاشة الصغيرة بعد أن اعتاد الفرنسيون على تناول عشائهم على إيقاع صوته المحايد. وهو كان قد صمد في منصبه رغم عدد من الأخطاء والخطايا القاتلة في المهنة. فقد زعم أنه أجرى لقاء خاصاً في هافانا مع الرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو ثم تبين أنها مقابلة ممنتجة من مؤتمر صحافي حضره العديد من الصحافيين. كما فاجأ هذا المذيع جمهور التلفزيون، أثناء حرب الكويت، بأنه عاد من بغداد وفي حقيبته طفلة عراقية. ثم ظهر أن الحكاية بلا أساس من الصحة. وكانت آخر الهفوات فضيحة تمتع باتريك بوافر دارفور بدعوات وعطلات صيفية على يخوت بعض رجال الأعمال والسياسيين الأثرياء، الأمر الذي يتعارض مع النزاهة المطلوبة من الصحافيين.