قس يقارن الإساءة إلى البيئة بالإنحرافات الأخلاقية «النشاطات البشرية السيئة» مع قضية الأب النمساوي

يبحث مدى تأثيرها على الأجيال المقبلة

TT

أثار قس من كبار رجال الكنيسة الانجليكانية موجة عارمة من الغضب والانتقاد، بسبب مقارنة عقدها بين دور من ينكرون آثار النشاطات البشرية التي تسهم في الظواهر المناخية المتطرفة، وما ستؤدي اليه من كوارث ومشاكل ستعاني منها الأجيال القادمة من الابناء والاحفاد، والخراب والدمار الذي تسبب فيه الاب النمساوي الذي حبس ابنته وأنجب منها 7 أطفال, منشغلا في تحقيق ما يرغبه هو فقط دون ان يفكر في الدمار والخراب الذي يلحقه بتلك الابنة وأولئك الصغار.

هذا وكان الأب الدكتور غوردون مورسيل قس ستافورد، 59 عاما، قد اوضح ان المرء لا يمكن ان يتخيل جريمة أكثر قذارة واشمئزازا من الجريمة التي ارتكبها جوزف فرتزل النمساوي الذي هز العالم بعد ان تكشفت قضية سجنه لابنته مدة 24 عاما في قبو تحت سطح منزله، وإرغامها على ممارسة الرذيلة معه فأنجب منها سبعة أطفال توفي أحدهم ونقل ثلاثة منهم للعيش معه على سطح الارض مدعيا ان ابنته التي هربت من منزل الاسرة تعود لترمي له بابن من ابنائها ليتبناه. بينما حبس ثلاثة آخرين مع أمهم بحيث لم يروا الشمس إلا عند انقاذهم نهاية ابريل (نيسان) الماضي.

وفي معرض حديثة لتوضيح وجه الشبه بين ذاك الأب والمنكرين لفداحة وخطورة الممارسات البيئية الخاطئة وما ستتسبب فيه من مصاعب للاجيال مستقبلا، أوضح الدكتور مورل ان من ينكر ولا يهتم بما يحدث من تغييرات بيئية نتيجة سلوك انساني غير مبال يكون تماما كالذي يحجز ابناءه واحفاده في قبو تحت الارض ثم يقذف بالمفتاح او يخبئه.

من جانبه، انكر البروفيسور فرانك فرويدل من جامعة كنت، المقارنة التي استخدمها القس مورل الذي في نظره يحاول الاساءة لمن لا يتجاوبون مع حماسه لما يحدث من تغييرات بيئية ما يزال كثير من العلماء يدرسونها ولم يتفقوا حولها. مستنكرا ما يبديه بعض رجال الدين من حماس تحول لعداء لمن لا يشاركونهم الرأي او يقل حماسهم لدرجة ان أصبحوا ينظرون للمسألة وكأنها عقيدة جديدة يكفرون من لا يؤمن بها او حتى يتشكك او يتساءل عنها. مذكرا ان الدكتور ريتشارد شارترز، أسقف مدينة لندن، سبق ان ادعى انها رذيلة من الرذائل التي تبعد المرء عن الفضائل ان يتجاهل احد اي تصرف او ان يشارك في القيام بسلوك يزيد من خطر التغيير البيئي وتداعياته.

الانتقاد والهجوم الذي استقبل به كثيرون آراء الدكتور مورل دفعه لتوضيح آرائه، مشيرا الى انه لم يقصد إخافة الناس كما لم يقصد تشبيه من لا يولون القضايا البيئية والانحباس الحراري جل اهتمامهم بأولئك الذين يستغلون القصر جنسيا.