مستثمرو «ساحتي المشجعين» في فيينا وكلاغنفورت يشكون بوار تجارتهم

برغم حرارة «يورو 2008»

TT

بعكس المتوقع تماماً يواجه منظمو بطولة أمم أوروبا ـ يورو 2008 لكرة القدم في كل من العاصمة النمساوية فيينا ومدينة كلاغنفورت عاصمة اقليم كارينثيا بجنوب النمسا، مشكلة لم تكن في حساب أحد.   فصباح أمس هدّد بالاضراب مستأجرو أكشاك بيع المأكولات والمشروبات التي أقيمت داخل «ساحة المشجعين»، التي خصصتها بلدية فيينا للمشجعين الكرويين، وذلك احتجاجاً على بوار تجارتهم. أما السبب فقلة المشجعين في ذلك الموقع المسور حيث نصب اكثر من 24 كشكاً و«منصة» مأكل ومشرب، بالإضافة لشاشات ضخمة تمكن المشجعين ممن لا يمتلكون تذاكر لحضور المباريات من داخل الملاعب بمشاهدتها جماعةً في اجواء احتفالية خاصة.   ففي تصريحات لوكالة الانباء النمساوية اشار الناطق باسم المستأجرين ان البيع يسير من سيئ الى اسوأ كل يوم داخل «ساحة المشجعين» المخصصة امام مبنى البلدية «الراتهاوس» فوق مساحة 100 الف متر مربع. وفي المقابل تطالبهم البلدية بدفع الايجارات العالية التي سبق الاتفاق عليها وفق عقود خاصة وقعوها مع البلدية بصفتها مالكة الارض وهم بصفة مستثمرين. وأوضح الناطق ان ايجارات المواقع تتراوح بين 12 ألف يورو للمواقع الخلفية و40 ألفا للمواقع الاستراتيجية. وأردف أن المنطقة لم تشهد اكتظاظاً إلا يوم الافتتاح مساء الاحد الماضي أثناء مباراة النمسا وكرواتيا حين وصل العدد الى 84 الف متفرج، ليتدهور الى 17,500 مساء الاثنين رغم مباراتي فرنسا وايطاليا. وتابع الناطق ان أكثر من محل لم يبع زجاجة مرطب واحدة طيلة الصباح... فالمنطقة شبه خالية بل يصدق وصفها بأنها قفر بلقع ومع ذلك تصر البلدية ان نبدأ العمل من التاسعة صباحاً». وفي حديث آخر اكد احد التجار انه اضطر للتخلي عن 13 مساعدا من أصل 18 اتفق معهم مسبقاً لمعاونته طيلة فترة الاسابيع الثلاثة التي تستغرقها المباريات فهو يخسر يومياً 4 آلاف يورو، مشدداً ان المنطقة بأكملها لا تبيع إلا بنسبة 10 % فقط وان محاميهم بدأوا دراسة الأمر لإيجاد وسيلة للتنصل من العقود التي تورّطوا بها. من ناحية ثانية، كان لافتاً رد الفعل السريع الذي واجه به عمدة مدينة كلاغنفورت المشكلة بإعلانه خفض الايجارات الى النصف. وقد يصبح شغل الساحة مجانياً إذا استمر الوضع على الحال السيئة التي هو عليها الآن، خاصة ان المدينة التي يصل عدد سكانها الى 90 الفا يتجنبون المنطقة خوفاً من الازدحام وحالات الشغب، في حين يتجنب المشجعون الأجانب المجيء إلى الموقع. وعلم أن كلاغنفورت استقبلت اكثر من 60 الف مشجع اثناء مباراة المنتخب الألماني ضد نظيره البولندي، دخل نصفهم الاستاد بينما تفرق النصف الباقي في شوارع المدينة. ولكن ثمة أمراً غريباً في ما يحصل. فبينما تشكو فيينا وكلاغنفورت من هذه الظاهرة، يبدو أن الوضع في ساحتي المشجعين بكل من مدينتي إنسبروك وسالزبورغ جد مختلف اذ تسجلان نجاحاً تسويقياً فائقاً بشهادة هناك، وكلهم راض عن اعداد المشجعين ورواج عمليات البيع.