شفاء ضحية «أمشتيتن» يفتح صفحة جديدة في حياة الأسرة النمساوية

بعد أن عجز الأطباء عن معرفة أسباب فشل أعضائها

TT

«إنها معجزة ... لقد استعادت كاثلين صحتها تماماً، واليوم غادرت المستشفى الى أحضان أسرتها»... بهذه الكلمات أعلن الطبيب ألبرت رايتر في مؤتمر صحافي عن شفاء الشابة كاثلين فرتزل التي كانت أدخلت المستشفى في أمشتيتن قرب العاصمة النمساوية فيينا يوم 19 ابريل (نيسان) الماضي. وكان الأطباء قد اضطروا لإخضاعها لتنويم طبي لكي يتمكنوا من السيطرة عليها طبياً، بعدما عجزوا عن معرفة ما تعاني منه من أمراض أدت إلى فشل عدد من أعضائها.

كاثلين ،19 سنة، هي الفتاة النمسوية التي أدى مرضها الشديد لاكتشاف الجريمة التي هزّت العالم وعرفت بـ«قضية أمشتيتين»، وذلك في إشارة إلى المدينة الصغيرة (على بعد 31 كيلومترا من فيينا) حيث حبس جوزيف فرتزل ،73 سنة، ابنته لمدة 24 سنة في قبو تحت سطح منزله، وحيث عاش حياتين، الحياة الأولى تبدو عادية كرجل اعمال وزوج ورجل اسرة محترم. والحياة الثانية مع ابنته الحبيس تحت سطح الارض التي عاشرها وأنجبت منه 6 أطفال أحياء، عاش معه 3 منهم كأبناء من ابنته التي ادعى هروبها واضطراره لتبني أبنائها، في حين أبقاها والثلاثة الآخرين سجناء الى أن أجبره مرض كاثلين ـ وهي أكبرهم سناً ـ لاصطحابها إلى المستشفى مدعياً أنها حفيدته. مرض كاثلين الغريب وانعدام ملف طبي لها أثارا ريبة الأطباء فوجهوا نداءً إلى الأم ناشدوها فيه الاجتماع بهم علها تساعدهم في معرفة تاريخ ابنتها الصحي. وكان أن سمعت الأم الحبيس النداء من جهاز تلفزيون وفره فرتزل لها. وعلى ما يبدو أن ابنته رجته السماح لها برؤية ابنتها، كما يقول المسؤولون الذين حققوا معه وأنه تعاطف معها، وخاف عواقب موت المريضة، فاصطحبها إلى المستشفى حيث تكلمت الأم مع الأطباء، وهو ما أدى إلى انكشاف الحقيقة المروّعة التي هزّت النمسا.

هذا، وانتقلت كاثلين يوم أول من أمس لتعيش مع أمها وجدتها وبقية إخوتها في منزل خصصته لهم السلطات بعيداً عن الانظار لكي يتمكنوا من التعود شيئاً فشيئاً على الحياة الطبيعية، وبدء حياة جديدة بوثائق ثبوتية تنسيهم ذلك الماضي المشين. ولذا استبعدت أي فكرة لظهور الأم او أي من أولادها عبر وسائل الاعلام المتلهفة لرؤيتهم.

ومن جانبه، أكد الطبيب رايتر ان الحب والعطف الذي حظيت به كاثلين من أمها وبقية افراد اسرتها، ساعد كثيرا في استعادتها صحتها. وأوضح أنها كانت قد فتحت عينيها لأول مرة يوم 15 مايو (أيار) الماضي لكن الفريق الطبي المعالج لم يستعجل دفعها بل تركها تحت المراقبة الطبية بقسم العناية المكثفة إلى أن تأكدوا من شفائها التام.