بكل المقاييس يعتبر اليوم الاثنين، يوما نمساويا مميزا سواء رياضيا او طبيا. خاصة لو أخذنا بعين الاعتبار ما للمجالين من اثار وانعكاسات على مختلف مجالات الحياة كافة .
رياضيا ليس للنمساويين من حديث سوى التمنيات بفوز منتخبهم الوطني ضد المنتخب الالماني في المباراة الحاسمة بينهما، بالعاصمة فيينا ضمن مباريات كأس اوروبا 2008 هذا المساء، لا سيما وان اية مباراة بين المنتخبين حتى ولو كانت ودية تعني الكثير. ويتم تحميلها كل ما يمكن ان تتحمله مباراة رياضية. فالبلدان رغم انهما اقرب شعوب العالم لبعضهما، من حيث الموقع والتاريخ واللغة والثقافة والعقيدة إلا ان ما يجمعهما يمكن وصفه بعلاقة حب وكره، صداقة ومنافسة، تفاهم وغيرة . تبرز أكثر ما تبرز ويتم التنفيس عنها في مجال المنافسات الرياضية التي تتيح للكل ان يتدثر بغطاء الوطنية والحماس لبلاده. الذي لا غبار عليه. رغم ايمان الجميع ان الأمر أكبر وأعمق من مجرد لعبة كرة. وكرويا يحفظ النمساويون عن ظهر قلب ما يسمونه بـ«معجزة غوردوبا» اشارة لفوز النمسا عام 1978 على المانيا ضمن مباريات كأس العالم بالارجنتين 3 للنمسا 2 لالمانيا. وفي سياق تاريخي لمباريات كرة القدم بين البلدين فان النمسا فازت على المانيا في مباراة ودية عام 1931 ثم مباراة اكثر اهمية عام 1938 والقوات النازية تحتل النمسا ثم عام 1986 بتسجيلهم اربعة أهداف نظيفة في المرمى الالماني. فهل تفوز النمسا اليوم، وبذلك تضمن حماس جماهير البلد المضيف لبقية ايام الدورة.
أما طبيا فقد قرر الاطباء النمساويون الخروج اليوم في اضراب هو الاول من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد ان فشلت المفاوضات التي قادتها نقابة الاطباء مع ممثلي الحكومة بقيادة وزيرة الصحة، وذلك احتجاجا على تغييرات جذرية تنوي الحكومة ادخالها على النظام الصحي بالبلاد يعتبر الاطباء انها ستؤثر سلبا على شروط التعاقد وتوظيفهم، بالاضافة لاضعاف مسؤوليتهم في اقرار نوع الادوية التي تصرف للمرضى.
هذا وان كانت السلطات النمساوية قد نجحت في افشال الاضراب الذي هدد به اصحاب المحال التي تبيع الاطعمة والمشروبات بالمناطق المخصصة التي شيدت لجماهير المشجعين ممن يصلون من داخل وخارج البلاد لمتابعة المباريات. الا انها فشلت حتى اللحظة في الوصول لترضية مع الاطباء الذين يهددون بمواصلة الإضرابات يومي 26 و 27 الحالي «تكون منافسات كأس اوروبا لا تزال مستمرة» ثم يومي 7 و 9 القادم.