انتشرت في العاصمة النمساوية قمصان قطنية كتب عليها عبارةOrganised by losers التي تعني «ينظمها فاشلون»، وذلك بعد هزيمة المنتخب النمساوي وخروجه من منافسات كأس اوروبا 2008 قبل يومين، لاحقا بذيل شريكه في استضافة الدورة المنتخب السويسري الذي بكر بالخسارة فالمغادرة .
هذا الوضع المأساوي دفع النمساويين للبحث عن مصدر تنفيس وعزاء عن خيبة املهم في منتخبهم القومي، وخروجه المبكر فوجدوا العزاء في فيلم وثائقي ساخر مدته 45 دقيقة، اخرجه ديفيد شالكو بتمويل من محطة تلفزيون «او ار اف» الحكومية، يصور المنتخب النمساوي وكأنه بطل يحقق الفوز بكأس اوروبا 2008 بعد سحقه للمنتخب الالماني، ثم الهولندي كذلك. اسم الفيلم «معجزة فيينا... نحن ابطال اوروبا»، وكانت محطة «أو آر اف» قد بثت هذا الفيلم لاول مرة في السادس من هذا الشهر، اي قبل افتتاح الدورة بيوم واحد. وقد شاهده النمساويون فاعجبوا به متمنين ان يتحقق، ثم عادوا له اخيرا كتميمة ومتنفس للعزاء والترويح .
يبدأ الفيلم الذي يمكن مشاهدته من موقع «يو توب» الالكتروني المعروف، بتصوير بديع لهانز هوبر، رئيس القسم الرياضي في قناة «او ار اف» وهو يقف ممسكا بمايكرفون المحطة، وسط استاد ارنست هوبيل يوم 29 الجاري، مرحبا بالجمهور المتشوق لحضور مباراة الختام. مؤكدا ان المنتخب النمساوي سجل تاريخا اوروبيا، ثم في لقطات متتالية، تظهر الجماهير المنتشية وهي تقفز على مدرجات بالوان الاحمر فالابيض فالاحمر لون العلم النمساوي، ثم وهي تصرخ مرددة هتافاتها «النمسا دائما وابدا» وكان المخرج قد استعان بلقطات انتصار حقيقي سجله النمساويون ضد المنتخب السويسري في دور الثمانية. وبعمليات مونتاج فنية واضافة حوارات جرت مع مدرب الفريق جوزيف هيكرزبيرغر، وتحركات وتمريرات واهداف للاعبي الفريق. وتعليقات لوجوه معروفة للمذيعين الرياضيين غيهارد ديللينغ وغونتر نيتزر، اللذين اصبحا وجهين مألوفين هذه الايام. تمت الاستفادة من فن التسجيل والتقنية السينمائية لتصوير المنتخب النمساوي وكأنه يتنقل من نصر لاخر في الفيلم الساخر الذي اصبح يحقق للجماهير النمساوية ما كانت تأمله وتحلم به من نصر ضد خصمهم اللدود المنتخب الالماني. ليس ذلك فحسب بل يحقق لها الفيلم تفوقا على الفريق الهولندي فتحسبهم ينالون الكأس. ما يجعلهم يتذوقون ويستمتعون بطعم النصر حتى ولو في الخيال عبر الشاشة البلورية.