مهرجان ألوان ودعايات يواكب «يورو 2008»

TT

المنافسة في الميدان لا تقل عنها منافسة اشد بين جماهير المشجعين في المدرجات تنتشر في طرقات فيينا العاصمة النمساوية، وبقية المدن التي تستضيف مباريات بطولة الأمم الأوروبية ـ يورو 2008 الكروية. ولكن لئن كان الحماس بين اللاعبين مركزا على تسجيل الاهداف، فإن المشجعين يبذلون الغالي والنفيس للتعبير عن اعجابهم بمنتخباتهم، ودعمها، بأزيائهم ولوازمهم وألوانهم التي اصبحت معلماً مهماً في المباريات. بل لقد غدت تجارة رائجة لها محال معينة تنشط مع كل المنافسات الكبيرة. أن زائر فيينا هذه الايام لن تفوته ملاحظة تصميم ضخم جدا لـ 16 حذاءً رياضياً يحمل كل واحد منها لون فريق من الفرق المشاركة، ولقد حصلت عليها المدينة هدية من شركة من اكبر الشركات الرياضية. وبالطبع فان الشركة تهدف بذلك للحصول على دعاية مجانية فرضت نفسها في اكبر ميدان بالمدينة التي تحوّلت لمعرض ازياء صارخة، لم تفرضها بيوت الازياء العالمية، كما جرت العادة، وانما جاءت انعكاساً لمدى حماس المشجعين لمنتخباتهم الوطنية، ومدى استعدادهم للانفاق على الظهور بمظهر مميز .

وإذا كان البعض يكتفي بارتداء أزياء منتخبه، فإن حشوداً اخرى تتفنن في تحويل أعلام بلادها الى أزياء وقبعات بل الوان طلاء للاظافر... ثم للسيارات والعدسات اللاصقة. كذلك وجد الكثيرون في الشعر المستعار متنفساً، فجرى تلوينه بمختلف الالوان المرتبطة بالمنتخبات المتنافسة. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل قص البعض شعر رأسه كرسم شعار منتخبه ولونه بالوانه. وبينما يسعى كثيرون للابتكار، فإن حظ البعض كان كبيراً لتميز أعلامها واختلاف اشكالها. وفي مقدمة اولئك يجيء المشجعون الكروات والاتراك والسويسريون. إذ يسهل على المشجع السويسري مثلا تلوين كل وجهه باللون الاحمر ثم رسم الصليب بالابيض. رسم الهلال التركي الأبيض كبيراً على الوجوه والقمصان وحقائب اليد. اما العلم الكرواتي فقد تصدر المواقع بمربعاته الشطرنجية الحمراء والبيضاء مع خلفية زرقاء .

ولم يقتصر الأمر على الازياء او الوجوه بل انطلق ليغزو أقماع الآيس كريم وطرق زخرفتها وفقا لاهواء المشجعين، خاصة ان الطقس الصيفي الجميل، يشجع على اطفاء نار المنافسة وحرب الالوان ببعض المثلجات، مع تضرّع الجميع بالدعوة لانحباس الأمطار لئلا يزيل هطولها ما رسموه من الوان وزينة.