استبدال موقعي قريتين جغرافيا في النمسا

استجابة لرغبة سكانهما  

TT

من دون التطلع لقرار يصدره فريق تحكيم دولي أو الخروج في مظاهرات عارمة، أو حملات احتجاج تطالب بضرورة تقرير المصير او التهديد بالانفصال، بهدوء شديد وبابتسامتين عريضتين أمام وسائل الاعلام، تبادل اثنان من العمداء النمساويين لوحتي اسمي قريتين اعلانا لقبول كل منهما بامكانية استبدال موقعي القريتين جغرافيا، وبالتالي التنازل عن ادارة قريته القديمة والترحيب بالقرية الجديدة التي حلت محلها. وذلك في سابقة ادارية هي الاولى من نوعها في عالم يتنازع سكانه الحدود بل يتحاربون بسببها .

هذا وكان كل من العمدة فرانز راينر، عمدة منطقة موبلينق، والعمدة كارل بيرقر، عمدة فراون اشتاين، التابعتان لمديرية سينت فايت الواقعة باقليم كرنسيا جنوب النمسا، قد اعلنا قبولهما بتبادل مواقع القريتين دريزينق ولايتن. وذلك استجابة لرغبة سكان القريتين ونزولا لما يحقق مصالحهم ويسهل من الاجراءات الادارية التي يحتاجونها في حياتهم اليومية لا سيما ان سكان كل قرية كان لزاما عليهم بحكم الموقع الجغرافي لا اكثر التعامل اداريا مع منطقة فيما هم عاطفيا واجتماعيا ومعيشيا يتعاملون مع منطقة اخرى يميلون اليها ويحسون بانهم جزء منها.

 وكان سكان القريتين قد طالبوا منذ بداية السبعينات بضرورة تعديل الوضعية الادارية لقريتيهما الا ان البروقراطية والاجراءات الروتينية الحكومية حالت دون ذلك الى ان تولى هذان العميدان المسؤولية فتفهما رغبة المواطنين وقبلاها. ولم يتبق غير موافقة اسمية من حاكم الاقليم يورغ هيدر ليتم الاعلان رسميا عن هذا الاتفاق الاداري الودي مع مطلع العام الجديد.  الوصول لهذا الاتفاق بتلك السلاسة اعتبره الكثيرون بادرة تفاهم يتمنون ان تسود الاقليم الذي يعاني من مشاكل متنوعة بسبب تعدد اصول سكانه ووجود اقلية مقدرة من اصل سلوفيني. خاصة وقد شابته مؤخرا مشكلة متفاقمة بسبب رفض حاكمه يورغ هيدر قرار من المحكمة العليا يطالبه بالسماح بازدواجية اللغة الرسمية في الاقليم بحيث تجد اللغة السلوفينية موقعا بجانب اللغة الالمانية، وان يسمح بتدريسها رسميا في مدارس الاقليم، وان تكتب بها بجانب الالمانية اسماء شوارع الاقليم ومعالمه الرئيسية. الا ان هيدر يرفض ذلك متمسكا باللغة الالمانية فقط باعتبارها اللغة الرسمية في النمسا.