حملة الدول الأوروبية على التدخين مستمرة بلا هوادة، وأحدث تصعيد في «الحرب» على التدخين جاء من اليونان التي تتصدر قائمة الدول الأوروبية المقرر من حيث عدد المدخنين.
فقد نقلت وكالة «د ب أ» الألمانية أمس عن وزارة الصحة اليونانية إعلانها فرض حظر على التدخين بشكل تدريجي في الأماكن العامة كالمقاهي والمطاعم يكتمل بحلول عام 2010، وبذا تلتزم أخيراً إرشادات «الاتحاد الأوروبي» الخاصة بحظر التدخين في الكثير من الأماكن العامة.
وجاء في بيان الوزارة الذي أذيع أمس في العاصمة أثينا أن هذه الخطوة تأتي بعد تجاهل تدابير الحظر الجزئية السابقة. وحقاً، سبق أن تجاهل المدخنون اليونانيون تطبيق قانونين سابقين بصورة لافتة كانا يهدفان إلى إجبار الشركات التجارية والمقاصف والحانات والمقاهي والمطاعم وسيارات الأجرة بقصر التدخين على أماكن معينة.
هذا، وستفرض الحكومة غرامات كبيرة على أي شخص لا يلتزم التدابير الصارمة الجديدة إذ سيصار إلى تغريم المطاعم والحانات والمقاصف والمقاهي ثلاثة آلاف يورو بينما سيتعرض المدخن لغرامة مقدارها 300 يورو.
وفي حين تبلغ يدمن 45 % من سكان اليونان البالغين على التدخين يرجح المتابعون أن تحدث التدابير الجديدة تأثيراً إيجابياً. ففي مسح أجري أخيراً أيد معظم المستفتين إقرار إجراءات أو تدابير تهدف إلى حماية المدخنين وغير المدخنين، كما رأى حوالي ثمانية من أصل عشرة يونانيين أن حظر هذه العادة في الأماكن العامة لا يشكل انتهاكا للحقوق الشخصية.
من ناحية أخرى، وما يخصّ طول باع اليونان في مجال التدخين، كانت دراسة مؤسسة «إي آر سي» الرائدة لأبحاث السوق، ومقرها بريطانيا، قد قدّرت عام 2006 أن اليونانيين يدخنون أكثر من 3 آلاف سيجارة للفرد دافعين بذلك اليونان إلى صدارة 120 دولة على مستوى العالم ككل، قدّرت المؤسسة أنها تشكل نسبة 95 % من الاستهلاك العالمي. وجاءت إسبانيا في موقع متقدم كذلك، مع أن الدول الأكثر تدخيناً ومدخنين كانت دول أوروبا الشرقية التي هيمنت على معظم مواقع الطليعة الـ15. وكانت اليابان الدول الوحيدة من خارج أوروبا ضمن مجموعة الـ15.