العثور على الساقية الملكية في غرناطة

كانت تزوّد مجمّع قصر الحمراء بالماء

TT

أعلنت إدارة قصر الحمراء في مدينة غرناطة الأندلسية بجنوب إسبانيا أخيرا، العثور على الساقية الملكية التي كانت تنقل المياه إلى مجمع القصر العربي وحدائقه، وهي على عمق متر ونصف المتر تحت سطح الأرض. وأوضحت مديرة قصر الحمراء ماريا ديل مار بيافرانكا، أن العثور على هذه الساقية من شأنه أن يوضح بشكل أدق نظام الري ومجرى المياه في قصور الحمراء ـ أو مجمّع القصر التاريخي الشهير ـ ومرافقها من حمامات ومساجد ومخازن للمياه وحدائق وغيرها من المرافق.

الجدير بالذكر أن السلطان محمد الأول، طلب في القرن السابع الهجري ـ الثالث عشر الميلادي، من مهندسيه أن يعدّوا تخطيطاً محكماً لتزويد قصور الحمراء بالمياه بشكل دائم.

وبالفعل صمّموا هذه الساقية التي كانت تنقل المياه من نهر دارّو إلى «جنة العريف» ثم تمرّ بقصور الحمراء والمناطق المجاورة لها. وكانت من الإتقان بحيث أن الملوك الإسبان، بعد سقوط غرناطة عام 1492، كانوا معجبين غاية الإعجاب بها، لكن الإهمال وقلة العناية بهذه الساقية أدى إلى ترسّب الأوساخ والوحل فيها، فتوقفت عن العمل وغطتها الأتربة ونسيت، فاستعيض عنها بمجرى آخر. وقد نوّهت ديل مار بيافرانكا، بأهمية نظام الرّي العربي، موضحة أنه «بعد سقوط غرناطة ظل نظام الري الذي صمّمه المسلمون، هو المعمول به، ليس فقط في غرناطة، وإنما في الكثير من المناطق الإسلامية».

ويعكس قصر الحمراء الاهتمام الكبير بالماء، فهو يشكل جزءاً أساسياً منه. فالماء يجري في كل زاوية من زواياه، حتى ان جدرانه تتغنى بالماء من خلال نقش مقطوعات شعرية، مثل تلك التي نقشت على نافورة اللندراخا:

أنا حقاً فلك الماء بدا للأنام ظاهراً لم يحجبِ أو ما نقش في بهو السفراء:

فُقْتُ الحِسان بحليتي وبتاجي وهوت إليّ الشهب في الأبراجِ يبدو إناء الماء فيّ كعابدٍ في قبلة المحراب قام يناجي مَن جاءني يشكو الظما فموردي صرف الزلال العذب دون مزاج أو قصيدة الوزير ابن زمرك المنقوشة في «قاعة السباع» على صحن النافورة الدائري الذي تحمله الأسود:

يذوب لجينٌ سال بين جواهرٍ غدا مثلها في الحُسن أبيضَ صافيا تشابه جار للعيون بجامد فلم ندرِ أياً منهما كان جاريا ألم تر أن الماء يجري بصفحها ولكنها مدّت عليه المجاريا كمثل مُحبٍّ فاض بالدمع جفنه وغيّض ذاك الدمع إذ خاف واشيا