مزارع إندونيسي ضحية نمر سومطري

انحسار البيئة الطبيعية يغيّر نمط حياة الحيوانات

TT

من أكثر ما يؤلم الناشطين في حملات حماية البيئة، هو خطر الانقراض، الذي يسببه فقدان البيئات الطبيعية للعديد من الحيوانات والنباتات. ومن المعروف أن معظم الحيوانات الموضوعة على قوائم الحماية من خطر الانقراض، تعيش في مناطق غابية وحرجية، تتعرض إما للاستغلال التجاري المفرط، أو للتلوث، أو تضمر بسبب زحف العمران عليها. وتحتل أندونيسيا موقعاً متقدماً بين الدول التي أدت التنمية السريعة والزيادة السكانية المطردة، إلى انحسار غاباتها وبريتها التي تعيش فيهما، وبخاصة في الجزيرتين الكبيرتين بورنيو وسومطرة، فصائل عدة من الحيوانات المهددة بالانقراض وفي طليعتها قرد الأورانغ أوتان «إنسان الغاب» والنمر السومطري. وأمس جاء في نبأ نقلته وكالة «د.ب.أ» الألمانية، نقلاً عن وكالة أنباء «انتارا» الإندونيسية، أن نمراً سومطرياً هاجم مزارعاً في إقليم أتشيه بأقصى شمال جزيرة سومطرة وقتله. وجاء في النبأ أن الضحية، 33 سنة، كان متوجهاً سيراً على الأقدام إلى مزرعته، التي تبعد عن بيته نحو ثلاثة كيلومترات، عندما هاجمه النمر، وقد عثر الأهالي المحليين على جثته وفيها جروح بالغة في الرأس والبطن. ويؤكد علماء البيئة أن هجوماً من هذا النوع، إنما جاء نتيجة لتدمير البيئة الطبيعية للنمور المتضائل عددها في المنطقة، عن طريق قطع أشجار الغابات. ويشير العلماء والسكان الحليون أيضاً، إلى أن النمور في سومطرة، ما كانت تهاجم الانسان من قبل. كما أن علماء البيئة ينحون باللائمة على الصيد غير المشروع، الذي يقضي على نحو 50 نمراً في السنة، فضلاً عن التصحّر، باعتبارهما سببين مهمين آخرين للانخفاض الهائل في أعداد النمور السومطرية.

وللعلم، وفق بيانات «الصندوق العالمي للحياة البرية» لم يعد ثمة إلا ما بين 400 إلى 500 من النمور السومطرية. ويعتقد أن نمر سومطرة هو النوع الوحيد المتبقي من أنواع النمور، التي كانت تعيش في إندونيسيا. ويعدّ النمر السومطري اليوم، أحد ثلاثة أنواع من النمور الآسيوية الصامدة حتى الآن، وإن كانت كلها مهددة بالانقراض، مع النمر الهندي أو البنغالي، ونمر آمور، الذي يسمى أيضاً النمر السيبيري.