عام 1915 بني استاد ارنست هوبيل بالعاصمة النمساوية فيينا كصرح رياضي ضخم. وعام 1933 استغل النظام النازي استعماله كمعسكر لتجميع اليهود البولنديين. أما هذا المساء فهو محط انظار العالم وهو يستضيف المباراة الختامية لمنافسات كأس أوروبا 2008 تحت شعار «صفر سماح ضد العنصرية».
من جانبها فان فيينا، عاصمة الموسيقى والجمال، لن تألو جهدا حتى تخلد الحفل الختامي بلمساتها الموسيقية حيث يشارك 400 راقص وراقصة في عرض لرقصة الفالس على الحان موسيقارها الاشهر ولفقانق اماديوس موتسارت. كما سيشارك المغني الاسباني الاصل انريغي ايغليزي باغنية الدورة التي اطلق عليها اسم «هل بامكانك ان تسمعني» هذا فيما سيتم اطلاق الدمى التي ترمز للفرق التي شاركت في تصفيات الدورة، سيحلقن مع 5000 بالونة في سماء زرقاء صافية، كما اكد خبراء الارصاد، في درجة حرارة رائعة تتراوح ما بين 25 الى 27 درجة مئوية، مع نسمات رياح خفيفة، دون امطار او رطوبة، ما يجعلها ليلة صيفية رائعة لمباراة الختام بين المنتخب الالماني ضد الاسباني.
ويتوقع ان يصل عدد الحضور الى 90 ألفا، في مقدمتهم ملك اسبانيا خوان كارلوس وعقيلته الملكة صوفيا، ورئيس الوزراء خوزيه سابيترو، والرئيس الالماني هورست كوهلر، والمستشارة انجيلا ميركل وبالطبع رئيسا واعضاء حكومتي الدولتين اللائي تشرفتا باستضافة الدورة، وهما النمسا وسويسرا، بالاضافة لعدد كبير من المشاهير ومحبي كرة القدم من مختلف انحاء العالم بصورة جعلت التكالب على الحصول على تذاكر لدخول الاستاد يصل الى ارتفاع قياسي في اسعارها عبر عمليات بيع الكترونية بواسطة الشبكة العنكوبتية. ورغم ان اليوويفا تسمح باضافة 5% فقط للسعر الرسمي للتذكرة في حالة اعادة بيعها الا ان الاسعار وصلت ارقاما خيالية كما تابعتها بعض وسائل الاعلام النمساوية. وعلى سبيل المثال تم بيع تذكرتين من الدرجة الثالثة بسعر 160 يورو في مزاد الكتروني بمبلغ 2212 يورو. فيما بيعت 3 تذاكر ثمنها 550 يورو بمبلغ 4020 يورو.
الجدير بالذكر ان البيع لا يقتصر على تذاكر لحضور مباراة اليوم فقط بل يشمل كذلك بيع تذاكر لمباريات سابقة بغرض الاحتفاظ بها كذكرى.
من جانب آخر صرح غونتر ميرك، المنسق بين وزارة الداخلية النمساوية، والمسؤولين عن الدورة، في مؤتمر صحافي عقده صباح امس: أنهم يتوقعون هذا المساء انتشار ما يزيد عن المليون من مشجعي الفريقين في المدينة. مؤكدا ثقتهم انها ستتم في اجواء احتفالية آمنة. مشيرا الى ان كل ما يخشونه هو الزحمة واختناق حركة المرور في الطرقات خاصة مع بدء العطلة الصيفية في النمسا ودول الجوار. داعيا الجميع لاستخدام وسائل النقل العام خاصة قطارات الانفاق التي تم مدها من قلب المدينة حتى الاستاد. من جانبه كان ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم قد تقدم بشكر خاص لجماهير المشجعين الذين اكسبوا الدورة ولعبة كرة القدم عموما هذا الطعم الخاص الذي تستمتع به.