«الخربشات» التي خطها بعض الأحباء الشباب من اليابانيين على الجدران الشهيرة لمدينة فلورنسا الإيطالية، إبان زيارتهم لها، أطلقت حملة من الملاحقات من قبل السلطات اليابانية، ليس في مدينة عصر النهضة الايطالية، وانما على الجانب الآخر من الكرة الأرضية.. في اليابان، مع أن «الأحباء» لم يخرقوا بتصرفهم القانون في بلدهم الأصلي. الصحافة المحلية، سجلت بذهول ولكن أيضاً بإعجاب وتقدير، ما حصل لزوار مدينتها من اليابانيين ممن خطوا او «خربشوا» أسماءَهم على جدران المباني التاريخية والتحف المعمارية والأزقة الحجرية وسط فلورنسا. والغريب في الأمر أن هذا السلوك الشبابي يمارسه كثيرون من السياح من مختلف دول العالم، كما يمارسه الايطاليون أنفسهم، إلا ان السلطات الايطالية في المدينة لم تتخذ في السابق أيَّ إجراء قانوني بحقهم. وقال باولو بيانتشي، أحد العاملين في إحدى الكتدرائيات الشهيرة، «عندنا طاقم خاص من العاملين مهمته فقط تنظيف الجدران يومياً من القلوب والسهام والأسماء التي يرسمها الأحباء من الزوار يومياً». وبدأت «حملات الملاحقة» في اليابان، كما وصفتها صحيفة «لا ريبوبليكا» الايطالية، بعدما التقط سائح ياباني صوراً لبعض «الخربشات» المكتوبة باللغة اليابانية، سرعان ما نشرتها الصحف اليابانية ومن ثم تناقلتها القنوات التلفزيونية ايضاً مطالبةً الجمهور الإدلاء بمعلومات عن أولئك الذين تركوا أسماءهم على جدران المدينة الايطالية عندما زاروها. وكانت إحدى «الخربشات» قد حملت الأحرف الأولى لطالبة يابانية تركت ايضاً اسم جامعتها في مدينة غيفو ايضاً على الجدار. وبعد التعرف عليها، أقدمت إدارة الجامعة على وقفها عن الدراسة لمدة ثلاثة أشهر مع اثنين من زملائها الطلاب الذين شاركوها «الجريمة». كما طلبت الجامعة منهم الرجوع الى فلورنسا لمسح ما تركوه من أذى في المدينة، بل عرضت الجامعة على الكاتدرائية التاريخية الشهيرة بالمدينة تعويضاً مالياً عن عمل طلابها، غير ان الكاتدرائية امتنعت عن قبوله.
من ناحية ثانية، ما زال مصير ثلاثة طلاب من جامعة كيوتو (فعلوا الشيء نفسه، وأمكن التعرف على هوياتهم من خلال الحملة) غير معروف، والاعتقاد السائد كما جاء في الصحافة اليابانية والايطالية انهم قد يتعرضون للطرد من الجامعة ايضاً.
وكان مدرِّسٌ عمره 30 سنة، من مدينة ميتو، قد فصل من عمله كمدرب لفريق كرة سلة ياباني لاعترافه بممارسة «الخربشة». وكان قد برر فعلته في مقابلة خجولة مع احدى القنوات التلفزيونية اليابانية، قائلا «سمعت ان كتابة الاسم على هذه الحيطان يجلب الحظ للإنسان». غير أن مصدراً يابانياً أبلغ صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الواسعة الانتشار، علق قائلاً «ان اليابان ترفض ان يسيء مواطنوها للبلدان التي تستضيفهم.. وترى أن هذا السلوك محرجٌ لها».