سلطات مدينة لينز النمساوية تتحفظ على تمثال مهدى إليها من هتلر

نهاية هدية محرجة؟

TT

من منا لا يحب الهدايا؟.... لكن أن تكون الهدية من الزعيم الألماني أدولف هتلر فهذا ما يمكن أن يجلب المشاكل ويثير الشبهات، حتى لم يجر التخلص من الهدية أيا كان نوعها. هذا بالضبط هو الموقف الذي تواجهه السلطات المحلية في مدينة لينز ثالث كبرى مدن النمسا حالياً. فقد تبين أخيراً أن تمثالا لأفروديتي، التي هي وفق الأساطير الأغريقية رمز الحب، وهو منصوب منذ العام 1942 في قلب المدينة ويعد معلماً من معالم لينز الشهيرة، ما هو إلا هدية تلقتها المدينة من هتلر.

كشف الأمر، وبالتالي أثار القضية، خطاب مقتضب أرسله مجهول إلى مكتب وكالة الانباء النمساوية «أبا» في لينز ـ عاصمة إقليم النمسا العليا ـ يؤكد ان تمثال أفروديتي القائم بميدان «باوورن بارك» ما هو الا هدية بعث بها هتلر إلى المدينة النمساوية التي لا تبعد كثيراً عن مدينة براوناو ـ أم ـ إن، الصغيرة حيث ولد الديكتاتور النازي النمساوي الاصل عام 1889. وكان هتلر قد انتقل الى المانيا عام 1913 كي يفلت من تجنيده مع الجيش النمساوي مفضلا عليه الجيش الألماني. ومن ثم تجنّس بالجنسية الألمانية التي عرفه العالم بها، متناسياً اصله النمساوي. أما بما يخص التمثال البرونزي لأفروديتي الفارعة الطول والمتدصرة بثوب فضفاض متطاير فإنه ظل قائماً وسط مظلة من الرخام، تحيطها اعمدة مرمرية بيضاء. ومنذ وصلت الرسالة وجرى التحقق على وجه السرعة في صحتها، اجتهد المسؤولون في عمليات تحر ومراجعة أرشيفية بحثاً عن أصل التمثال وتاريخه. تبيّن أنه حقاً كان هدية من «الفوهرر» هتلر، وأنه من صنع النحات النازي فيلهلم شنايدر، وبقي منصوباً في مبنى المستشارية الألمانية ببرلين إلى أن صدر قرار إهدائه إلى مدينة لينز عام 1942 .

هذا، وأشار محافظ لينز إلى أن إزالة التمثال تعدّ إعادة لحملة تطهير واسعة ستجتاح كل ما يثبت ان له صلة بالسنوات التي احتل فيها النظام النازي النمسا، بينما أكد رئيس قسم الوثائق باقليم النمسا العليا أنه جرى التحفظ على التمثال في أحد مخازن متحف المدينة.