مشاهدة محتويات مراكب الشمس الفرعونية لأول مرة بعد 51 سنة من اكتشافها

عبر كاميرا صغيرة ثبّتها فريق ياباني

حواس يشرح، وبدا إلى جواره البروفيسور يوشيمورا («الشرق الأوسط»)
TT

بعد 51 سنة من اكتشافها، عرضت في مصر أمس للمرة الأولى، محتويات مركب الملك خوفو الثاني، وهي من المراكب المعروفة بـ«مركب الشمس». ولاحظ الحضور أن المركب يقع على مسافة 10 أمتار تحت سطح الأرض، وقد تمكنوا من مشاهدته عبر كاميرا خاصة، ثبتت بداخله لذلك الغرض. وصرح الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري، خلال مؤتمر صحافي عقده احتفاء بالمناسبة، أن «المجلس يجري حالياً دراسات حول إمكانية نقل مركب خوفو إلى المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه في عام 2011». وتابع: «عند إتمام عملية نقل المركب إلى المتحف الكبير، سيكون بمثابة القطعة الثانية التي تضاف إلى تمثال رمسيس الثاني، الذي سبق نقله إلى المتحف نفسه قبل سنتين».

التفاصيل الدقيقة للمركب المكتشف عام 1957، عرضت أمام الجمهور، بعد تركيب فريق فني من جامعة واسيدا اليابانية في طوكيو، كاميرا دقيقة داخل الحفرة الموجود فيها المركب، من دون الحاجة إلى فتحها، وذلك على خلفية المشروع الذي تقدم به الجانب الياباني، بهدف الكشف عن هذه الحفرة، وترميم أخشاب المركب، وإعادة تركيبها بتكلفة بلغت 10 ملايين جنيه.

وأوضح حواس خلال المؤتمر الصحافي، أن «المراكب كانت في حالة سيئة للغاية، منذ اكتشافها حتى اليوم، وأن فريقاً من الفنيين والأثريين المصريين واليابانيين، سيشرع في ترميمها بشكل عاجل، يصار بعدها إلى نقل المركبين الأول والثاني إلى المتحف الكبير على طريق القاهرة ـ الإسكندرية الصحراوي». كما أشار حواس إلى أن عملية النقل ستجري بعد الانتهاء من الدراسات الفنية اللازمة، التي يشرف عليها العالم المصري الدكتور فاروق الباز رئيس مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأميركية.

وأوضح حواس، ان التعاون الوثيق بين المجلس الأعلى للآثار في مصر، وقسم المصريات في جامعة واسيدا برئاسة عالم المصريات البروفيسور ساكوجي يوشيمورا، أتاح تركيب الكاميرا داخل الحفرة، لنقل محتوياتها إلى السائحين والصحافيين، وسيسمح لاحقاً لزائري منطقة الأهرام في الجيزة بمشاهدة المراكب عبر الكاميرا، نظير رسم مادي خاص يحدد في ما بعد. ومما يذكر أن هيئة الآثار المصرية، قبل أن تتحول إلى «مجلس أعلى» كانت قد اتفقت مع الجمعية الجغرافية الأميركية عام 1987، على إدخال كاميرا في الحفرة الثانية، وأمكن تصوير محتوياتها بالفعل، ولكن تبين وجود حشرات على أخشاب المركب المتفتتة بسبب الثقوب، التي فتحت عند كشفها عام 1957.

وفي منتصف عقد التسعينات في نهاية القرن الماضي، تم الاتفاق بين المجلس الأعلى للآثار مع جامعة واسيدا، على إحضار فريق علمي ياباني متكامل، للتخلص من الحشرات وإنشاء هيكل حماية فوق الحفرة، لحمايتها من أشعة الشمس.