فيينا تحيي بلاسيدو دومينغو وتهديه نجمة تكريمية في «ميلها الموسيقي»

ربط لـ «الشرق الأوسط» فرحته بإنجاز منتخب إسبانيا الكروي

TT

«فيفا دومينغو» شعار يحبه جمهور الأوبرا.. ويردده كثيراً تحية لمغني الأوبرا الإسباني الشهير بلاسيدو دومينغو، وهو يطرب الجموع بصوته العميق الأخاذ من مسرح إلى آخر حول العالم .

هذا الشعار ردّده بحماسة شديدة محبّو دومينغو ممّن حضروا ظهر اول من امس حفل تدشين «نجمة لنجم»، وذلك عندما أزاح «التينور» الكبير الستار عن «النجمة» التي خصّ بها في وسط ارضية شارع كيرتن بالعاصمة النمساوية فيينا. ويقع هذا الشارع في المنطقة الاولى، أي قلب فيينا العريق، الذي يجمع في تناسق تام ما بين الحضارة والمعاصرة. ويأتي تكريم دومينغو ضمن برنامج «ميل فيينا الموسيقي» Vienna Music Mile)) الذي أطلق في شهر أبريل (نيسان) 2002 احتفاء بمرور 200 سنة على تأسيس مؤسسة المسرح «تياتر ان در فيين» نهر فيينا، إذ خُصّص مسار تتوزع فيه «النجمات التكريمية التخليدية» ابتداء من مبنى مؤسسة المسرح «تياتر ان در فيين»، مروراً بمبنى الجمعية الموسيقية «ميوزيك فراين»، ثم أمام دار الأوبرا، فمتحف بيت الموسيقى «هاوس در ميوزيك»، ثم شارع كيرتن لينتهي في ساحة القديس اسطفان. عبر هذا المسار الذي يعتبر مشروعاً مستمراً تضاف إليه سنوياً بين ثلاثة وخمسة «نجمات» جديدة، زرعت حتى الآن أكثر من 70 نجمة من الرخام الأبيض يؤطرها خط برونزي، فوق لوحة مربعة من الغرانيت الأسود عليها صورة للفنان واسمه وتاريخ ميلاده، كما أضيفت اخيراً تواقيع الأحياء منهم .

كانت الفكرة قد نبعت من أهمية توطيد الرابطة والعلاقة الوثيقة بين فيينا، التي تعد عن جدارة «عاصمة الموسيقى الكلاسيكية» في العالم وعمالقة الفن الموسيقي من مغنيين ومؤلفين وفرق وقادة فرق من مختلف دول العالم ممن لعبت المدينة بتاريخها ومؤسساتها وفنانيها، بلا شك، دورا في مسيرتهم سواء عاشوا فيها او زاروها. هذا، وتتولّى لجنة عالمية مؤلفة من 26 خبيراً موسيقياً كلاسيكياً اختيار الفنانين الذين يستحقون زرع نجمة لهم في هذا المسار الفني. ومن أشهر أصحاب «النجمات» المزروعة نذكر نخبة من العباقرة الكبار مثل موتسارت وباخ وهايدن وليست وفاغنر وفيردي وشتراوس وتشايكوفسكي وفون كارايان، وكذلك فرقة فيينا الفيلهارمونية. وأول من أمس، أضيفت نجمة دومينغو الذي تسوّر حوله محبوه غير مبالين بالمطر الغزير المنهمر، بينما كان هو يلاطف الجميع فرحاً ومطرياً على جمهور فيينا الذي وصفه بأنه لا يعادله جمهور. ومما قاله دومينغو لـ«الشرق الأوسط» ان الاحتفال بنجمته يعتبر فرحة اضافية تبعثها العاصمة النمساوية للجماهير الاسبانية التي ما تزال منتشية بنصرها الساحق الذي حققته على أرض فيينا في مباراة ختام منافسات بطولة أمم أوروبا «يورو 2008» لكرة القدم يوم 29 يونيو (حزيران) المنصرم. الجدير بالذكر أن دومينغو (67 سنة) بدأ مسيرته الأوبرالية بأول ظهور ضخم له عام 1960 في «لا ترافياتا» رائعة الإيطالي النابغة جيوسيبي فيردي، التي كانت سبباً في شهرة ماريا كالاس عملاقة الأوبرا اليونانية الأصل. وأدى دومينغو الذي يعده البعض سيد المسرح الاوبرالي حالياً، لا سيما بعد غياب صديقه وزميله الإيطالي لوتشيانو بافاروتي، ادواراً شهيرة خالدة في «فيديليو» للودفيغ فون بيتهوفن و«توسكا» لجياكومو بوتشيني، يضاف إليها أكثر من 100 عرض. ونال 9 جوائز غرامي (أهم الجوائز الموسيقية الأميركية العالمية) وأنجز عشرات من الأسطوانات الذهبية والفضية.