النمسا تفرج عن ممرضتين أدينتا بقتل 20 مريضة في مستشفى

بدعوى حسن السلوك

TT

أثار قرار وزيرة العدل النمساوية الموافقة على الإفراج عن ممرضتين أدينتا في العام 1991 بالسجن مدى الحياة، لقتلهما 20 مريضة، موجة من الدهشة والجدل في الشارع النمساوي، الذي يتساءل «هل يعقل أن يتم الإفراج عن شخص أدين بقتل 20 شخصا، بدعوى حسن السير والسلوك».

لكن مدى الحياة في النمسا لا يعني سوى السجن 15 عاما أو 20 عاما في أطول الأحوال، مثل دول الاتحاد الأوروبي الأخرى التي تحرم تطبيق عقوبة القتل على القاتل.

ويرجع الشارع النمساوي تساؤلاته إلى كون الممرضتين قتلتا نزيلات مستشفى كن تحت رعايتهما، إضافة إلى أنهما ما تزالان في مقتبل العمر وأمامهما الكثير من السنوات للاستمتاع بحياتهما حرتين طليقتين أمام نظر أهل أولئك الضحايا.

وكانت الممرضتان، فالتراود فاغنر (49 عاما) وايرين لايدولف (46 عاما) اللتان تعملان في مستشفى لاينز العمومي بالعاصمة فيينا، قد أقدمتا خلال الفترة 1983 ـ 1989 بمساعدة زميلتين أخريين على قتل 20 من مريضاتهن المتقدمات في السن، بعد أن يئستا من علاجهن، خاصة وقد أزعجتهما العجائز بشكواهن وكثرة أنينهن وطلباتهن. وقد ادعت المتهمتان أنهن قتلنهن بعد أن تأكد لهما عدم شفائهن من إمراضهن، إما بإعطائهن جرعات زائدة من الأدوية أو بإدخال مياه في أجهزتهن التنفسية (الرئة)، وأنهما قامتا بذلك بداعي الإشفاق على أولئك السيدات، فقررتا إراحتهن بقتل رحيم في قضية أثارت حينها الرأي العام ضد النظامين القضائي والصحي. وكانت وسائل الإعلام قد أطلقت على القضية التي تم الحكم فيها عام 1991 اسم «ملائكة الموت» بدلا من ملائكة الرحمة كما يطلق على الممرضات عادة، تقديرا لما يؤدينه من أعمال رحيمة.

وقد أشارت تقارير صحافية إلى أن الممرضتين المشتركتين في عملية القتل تم الإفراج عنهما مبكرا، كما تم منحهما وثائق ثبوتية جديدة، حتى تتمكنا من بدء حياتهما من جديد، دون الإشارة إلى ماضيهما. فيما سيتم إطلاق سراح المتهمتين الرئيسيتين مطلع الشهر المقبل بشهادة حسن السير والسلوك. وكذلك نشر أن السلطات بادرت بالسماح لهما هذه الأيام بمغادرة السجن في فسحات طويلة تذهبان خلالها لقضاء بعض الحوائج كزيارة صالون التجميل أو التسوق، وذلك ضمن برنامج تأهيلي تأهبا للإفراج النهائي عنهما.