ارتفاع أسعار النفط في ألمانيا خلق ظاهرة «قراصنة البنزين»

TT

ذكرت مارين لايسر، الناطقة باسم شرطة مدينة كولون بغرب ألمانيا، أن ظاهرة سرقة الوقود من محطات البنزين في المدينة أصبحت «رياضة شعبية» يمارسها كثيرون من أصحاب السيارات بسبب الارتفاع الكبير في أسعار النفط. وأردفت أن «قرصة البنزين» دخلت سجل الشرطة في المدينة لأول مرة كجريمة جنائية شائعة خلال الأشهر القليلة الماضية.

وأوضحت لايسر أن حالات تعبئة المواطنين خزانات سياراتهم بالبنزين والهروب من دون دفع الثمن فاق لأول مرة حوادث السطو المسلحة على أصحاب محطات البنزين. فقد سجلت المدينة 2157 حالة «قرصنة بنزين» عام 2006، لكن الرقم بلغ 2500 عام 2007، وتعدّى الـ3000 حالة خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2008. ولا تشمل هذه الأرقام حالات كسر مضخات البنزين والتعبئة منها خلال فترة إغلاق المحطات.

من جهة ثانية، تحدث ماركو كوستريفا، من شركة آرال، عن أعداد أكبر من حالات قرصنة البنزين في محطات الشركة. وجرى رصد معظم هذه الحالات بكاميرات الفيديو، وثبت أن لصوص البنزين ازدادوا جرأة وخطورة، وصار بعضهم يتنكر مثل لصوص المصارف، مع ملاحظة أنه لا يُكشف عن اللصوص إلا في 20 في المائة فقط من الحالات، لأن اللصوص يلفقون أرقام السيارات أو يغطونها بأرقام مزيّفة أخرى. أما الجانب الوحيد الطريف في الموضوع فهو ادعاء ثلاثة أرباع من أمكن القبض عليهم لاحقاً أنهم لم يدفعوا بسبب النسيان! هذا، وقدّرت لايسر قيمة البنزين غير المدفوع ثمنه بين 50 و150 يورو في كل مرة، مما يعني أن هذا النوع من السرقة يكلّف أصحاب المحطات عدة ملايين من اليوروهات. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن البعض لا يكتفي بملء خزان سيارته فحسب، بل يملأ الخزان الاحتياطي أيضاً كي يبيع البنزين لاحقاً في السوق السوداء. وحالياً، وفق إحصائيات الشرطة، تشهد كل محطة بنزين في مدينة كولون 40 حالة سرقة أسبوعياً كمعدّل، حتى أصبحت حياة أصحاب المحطات في خطر. في المقابل، وبما أن «مصائب قوم عند قوم فوائد»، كما يقال، دفعت ظاهرة «قرصنة» بنزين السيارات أصحاب المحطات إلى تشغيل موظفين مهمتهم مراقبة المضخات وتشخيص المشبوهين الذين ترصدهم كاميرات الفيديو. كذلك ازدهرت مكاتب التحرّي الشخصية التي تلاحق «قراصنة» وتقتفي آثارهم.