الفصام على صلة بالتحولات الجينية

حسب مجلة «نيتشر» العلمية البريطانية

TT

نشر موقع مجلة «نيتشر» العلمية البريطانية معلومات توصل إليها علماء وباحثون في دراستين مستقلتين تربط بين مرض الفصام أو انفصام الشخصية (الشيزوفرانيا) بتحولات جينية في الإنسان. ولقد حدّدت الدراستان أن انمحاء أجزاء من الخريطة الجينية (الجينوم) لشخص ما تزيد احتمالات تعرضه لمرض الفصام بـ15 ضعفاً للمعدل العام للسكان. الدراستان الواسعتا الإطار أجراهما فريقان؛ الأول تابع لـ«الكونسورتيوم الدولي للشيزوفرانيا» (آي إس سي) الذي يجمع باحثين من 12 مؤسسة أوروبية وأميركية وأسترالية، والثاني تابع لمجموعة «إس جين كونسورتيوم» التي تضم باحثين من 18 مؤسسة أوروبية وأميركية وصينية. وقد درس الفريق الأول الخرائط الجينية لـ3391 مريضا بالفصام متحرياً وجود عيب جيني محدد يسمى «تحول نسخ رقمي» حيث يمحى فيه أو يتكرر جزء من الخريطة الجينية. أما الفريق الثاني فعمل على جمع وأرشفة «التحولات النسخ رقمية» بين 15 ألف مريض وأولادهم ثم مقابلتها مع تحولات في مجموعتين من مرضى الفصام تضم إحداهما 1433 مريضاً والثانية 3285 مريضاً. والمثير في الموضوع أن الفريقين توصلا إلى خلاصة تربط بين الفصام وانمحاءات في ثلاثة أماكن معينة على الخريطة الجينية، في الكروموزومين 1 و15 وانمحاء ثالث في الكروموزوم 22 كان العلماء يربطون أصلا بينه وبين الاستعداد الطبيعي للإصابة بالمرض. ومع أن هذه الانمحاءات أو التعديلات لا تقدم تفسيرا كاملا للأرضية الجينية للفصام، فإن ثمة أهمية كبرى للنتائج المتشابهة التي خرجت بها الدراستان. وبهذا الشأن علقت باميلا سكلار، الباحثة في كلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية وعضو فريق «آي سي إس» قائلة «خبر عظيم للأبحاث الوراثية في مجال الأمراض العصبية التوصل إلى هذه النتيجة عبر دراستين مستقلتين إحداهما عن الأخرى اعتمدتا مقاربتين مختلفتين من زاويتين مختلفتين». بينما اعتبر توماس انسل، مدير المعهد الوطني الاميركي للصحة العقلية، أن «الكشف على أسرار التعديلات الجينية يمنح الأمل بتحسين التشخيص والعلاج والوقاية من تلك الاختلالات في التطور العصبي».

الجدير بالذكر أن الفصام مرض خطير يصيب في المعدل واحداً من كل 100 شخص في مرحلة ما من عمره، ويعتقد أن العوامل الوراثية تؤثر في أكثر من 70% من الحالات، ولكن يصعب إثبات العلاقات الجينية بسبب الأعراض المعقدة للمرض والعوامل البيئية التي يعتقد أنها تساهم في تطوره. ويظهر المرض من خلال نوبات من الذهان الحاد قد تشتمل على الهلوسة والهذيان، وعدة أعراض مزمنة تبرز بعد أن تحفزها مشاكل عاطفية وفكرية ونفسية حركية.