جريمة قتل نجمة التلفزيون البريطاني جيل داندو تعود إلى نقطة الصفر

القضاء يبرئ المتهم بعد ثماني سنوات

TT

في خطوة هزت الرأي العام البريطاني خلال الساعات الـ36 الماضية، برأ القضاء باري جورج الذي سبق أن أدين وسجن بتهمة قتل مذيعة التلفزيون البريطاني اللامعة، جيل داندو، عام 1999، وبالتالي، عادت الجريمة الفظيعة التي شغلت بريطانيا إلى نقطة الصفر. وفي حين فرح كثيرون؛ وعلى رأسهم جورج وأقرباؤه بتحقيق العدالة، اعتبر البعض أن ما حدث يعني أن هوية القاتل قد لا تعرف قط بعد مرور ثماني سنوات واختفاء قرائن وأدلة كثيرة. داندو (37 سنة عند وفاتها)، كانت من ألمع نجمات التلفزيون وأجملهن. ومن المفارقات أو ربما العوامل المساعدة على مقتلها أن بين البرامج التلفزيونية التي كانت تقدمها برنامجاً متخصصاً بمكافحة الجريمة. وقضت يوم 26 ابريل (نيسان) 1999 برصاصة في الرأس من مسدس قاتل تربص بها أمام باب منزلها في حي فولهام غرب لندن. تحرّيات الشرطة ومراقبتهم في المنطقة قادتهم خلال سنة وشهر من تاريخ الجريمة إلى اعتقال باري جورج (بولسارا). ووُجِّهَ إليه لاحقاً الاتهام بالقتل العمد بعد العثور على صور واكتشاف معلومات شخصية عنه تنم عن شخصية انطوائية غريبة الأطوار ومغرمة بالسلاح. ويوم 2 يوليو (تموز) 2001 أدانته هيئة محلفين بالقتل العمد بأغلبية 10 مقابل 1، ومن ثم حكم عليه بالسجن المؤبد، إذا لا تطبق عقوبة الإعدام في بريطانيا. غير أن جورج أصرَّ على أنه بريء، واستأنف الحكم الصادر بحقه، ولكن الحكم ثبت عليه أواخر يوليو 2002. ثم تعرضت مطالباته لنكسة كبيرة ثانية عندما رفض مجلس اللوردات الذي هو أعلى هيئة قضائية في البلاد السماح لجورج بالطعن مجدّداً بالحكم الصادر بحقه. غير أن بداية النهاية لمعاناة جورج جاءت عندما قدّم محاموه يوم 25 مارس (آذار) 2006 أدلة جديدة إلى «مفوضية مراجعة الحالات الجرمية» اعتبروا فيها أنها كافية لنقض أية نزاهة محيطة بالإدانة. وبالفعل حولت «المفوضية» الأدلة الجديدة إلى محكمة النقض (التمييز) يوم 20 يونيو (حزيران) 2007. وخلال أيام بُوشِرَ النظرُ في القضية بمحكمة النقض؛ وخلال عشرة أيام جرت الموافقة على الطعن، وأمرت المحكمة بإعادة المحاكمة، عندما اعتبر علماء جنائيون أن كمية بقايا الرصاص التي عثر عليها في جيب جورج أقل مما تدل على مصدرها الحقيقي. وعلى هذا بدأت يوم 9 يونيو الماضي إعادة المحاكمة بالمحكمة الجنائية العليا في لندن (الأولد بايلي). وبعد ظهر اول من امس أعلن القاضي براءته من الجريمة.