تقدم رسام الكاريكاتور الفرنسي المعروف سينيه بدعوى أمام القضاء لتعرضه لتهديدات بالقتل، حسبما أعلن محاميه في باريس للصحافة. وكان الرسام الثمانيني الذي نشرت رسومه في الصحف طوال السنوات الأربعين الماضية قد طُرد من عمله في مجلة «شارلي إبدو» بعد حملة شنتها ضده أوساط صهيونية واتهمته فيها بالعداء للسامية. كان سينيه قد نشر، أوائل الشهر الماضي، رسماً سخر فيه من جان ساركوزي، نجل الرئيس الفرنسي، بسبب اعتناقه اليهودية تمهيداً للاقتران بوارثة يهودية ثرية هي حفيدة مؤسس سلسلة مخازن «دارتي» للأجهزة الكهربائية وأدوات المنزل. واستغلت بعض الأوساط الرسم للطعن في الرّسام الذي اشتهر بأنه كان يدعم ثوّار الجزائر أثناء حرب التحرير. وكان سينيه يعمل آنذاك في مطبعة واستخدم خبراته في اصدار جوازات سفر مزورة لمجاهدي «جبهة التحرير الوطني» الجزائرية. كما عُرفت عنه مواقفه الى جانب حقوق الفلسطينيين.
وأوضح المحامي أن التهديدات وردت عبر موقع على شبكة الإنترنت نشر نصاً تضمن دعوة صريحة للقتل وبأن «من الواجب وضع رصاصة في بطن سينيه». وأضاف أن المحققين تعاملوا مع الشكوى بمنتهى الجدية. وسحب الموقع المذكور مقال التهديد من الشبكة بعد الشكوى.
وكان قرار رئيس تحرير «شارلي إبدو» فيليب فال وقف التعامل مع سينيه قد أثار جدلاً في الأوساط الفكرية والاعلامية ما بين مؤيد ومعارض. وهو يأتي بعد حوادث مشابهة واجه فيها صحافيّون كبار استبعاداً من وسائل الإعلام التي يعملون فيها بسبب تعرّضهم لأُمور تخص الرئيس أو أحد أفراد اسرته. غير أن سينيه الذي يعتبر من دعائم هذا الفن في فرنسا، واجه من جهته الاتهامات التي وصمته بالعداء للسامية بالسخرية والاستنكار.