باخرة «بيئية» ألمانية تستخدم قوة الريح وتقتصد بنصف الوقود

TT

تشير تقارير منظمة الأمم المتحدة إلى أن حجم النفايات في البحار والمحيطات يفوق حجمها على البر، وأن 80% من النفايات البحرية مصدرها اليابسة. وهذا يعني أن البواخر والسفن وناقلات النفط ومحطات النفط العائمة مسؤولة عن 20% من النفايات في البحار.

في محاولة للاقتصاد في استهلاك الطاقة ووقف التلوث المستمر لمياه البحار أطلقت شركة «ليندناو» الألمانية لصناعة السفن أول باخرة تقتصد في استهلاك الوقود التقليدية بنسبة 30 إلى 50% مستخدمة قوة دفع الريح بدلاً عنها. ولقد جرى إنزال الباخرة إلى مياه بحر الشمال من منصات ليندناو في مدينة كيل الساحلية، بشمال ألمانيا، ويستمر العمل لتطويرها وهي فوق سطح الماء. الشركة أطلقت على الباخرة اسم «إي ـ شيب1» (E-Ship1) وتستخدم الباخرة البالغ طولها نحو 130 مترا وعرضها 25 متراً تقنية الاسطوانات الدوارة من انتاج شركة «اينركون» لتقنيات الطاقة البديلة. وبينما أعرب ديرك ليندناو، رئيس شركة ليندناو، عن ثقته بأن «إي ـ شيب1» هي الأكثر حداثة وتقنية في العالم، وقال الويز فوبن ـ من شركة انيركون ـ انها «ستقنع العالم بإمكانية العودة إلى التقنيات القديمة بهدف خفض استهلاك الوقود وحماية البيئة البحرية»، ذكرت شركة ليندناو في تقرير صحافي أن الباخرة تستخدم 4 اسطوانات كبيرة ارتفاع كل منها 25 متراً لدفع الباخرة بقوة الريح، وينتظر أن تنجح تقنية الاسطوانات الدوارة بدفع الباخرة بسرعة 17.5 عقدة (34 كم/ساعة) عبر البحار. كذلك تستخدم الباخرة محركي ديزل عاديين قدرة كل منهما 3.5 ميغاواط لتحريك السفينة. شركتا اينركون وليندناو تخططان لقطع الباخرة المحيط باتجاه الولايات المتحدة في نهاية العام الجاري. ومما يذكر أنه سبق للبشر أن استخدموا تقنية الاسطوانات الدوارة في العشرينات من القرن العشرين، وهي طريقة لتحريك السفن اخترعها الألماني انطون فليتنر في فرانكفورت ثم طوّرها لاحقاً في الولايات المتحدة. وتعتمد الطريقة على الاستفادة من الرياح الجانبية لتحريك الاسطوانات وتحويلها إلى قوة دافعة لتحريك الباخرة إلى الأمام. وسبق أن نجحت الباخرة «بوكاو» التي زودها فليتنر باسطواناته الدوارة في قطع المحيط الأطلسي باتجاه سواحل أميركا عام 1926. وصنع رائد البحار الفرنسي جاك ايف كوستو عام 1980 باخرة صغيرة أطلق عليها اسم «اليكون» استخدمت اسطوانتين دوارتين فقط وقلصت استهلاك الوقود بنسبة الربع. ويعتقد ديرك ليندناو أن تقنية الاسطوانات الدوارة يمكن أن تعيد ألمانيا إلى صدارة صناعة البواخر الكبيرة في العالم، مضيفاً أن الدمج بين حماية البيئة والجودة العالية باتا معياري التقدم والمنافسة في عالم النقل.

ومن جهة ثانية، سبق لشركة ألمانية أخرى أن استخدمت مظلات هائلة يتحكم بها الكومبيوتر للاستفادة من هواء البحر في دفع ناقلات النفط الضخمة، وتساعد مثل هذه التقنيات شركات النفط على الاقتصاد بنحو 12% من الوقود.