أزمة بين النمسا وجيرانها بسبب «المشروم»

المزارعون يطالبون بتكوين وحدات من الشرطة تتخصص في مكافحة السارقين

TT

فشل مؤتمر مائدة مستديرة ضم عددا من المسؤولين ذوي الاختصاص، باقليم كرنسيا النمساوي، عقد امس وأول من امس، لبحث أزمة متفاقمة بين النمسا وجارتيها ايطاليا وألمانيا، بسبب نبات الفطر «المشروم». بعد ان أصرت بعض الاطراف ذات الشأن المباشر، على رأيها من دون تنازل، ما أدى لتعليق الجلسات لمزيد من التشاور.  ويعتبر الفطر ثروة من ثروات الاقليم التي يفتخر بها، ويتخصص في تنميتها عدد من ملاك المزارع، يحرصون على مواكبة أحدث الطرق لزراعته وجمعه بجانب الحرص التام على تربته، وللحد من نمو الانواع السامة منه، خاصة ان سمومه قاتلة. وكان اصحاب مزارع الفطر باقليم كرنسيا قد جأروا بالشكوى وما يزالون ممن يصفونهم بـ«سارقي الفطر» وهم اعداد غفيرة من المواطنين الايطاليين والالمان، ممن يدخلون الاقليم سياحا، ثم يكتسحون مزارع الفطر الواقعة وسط الغابات، لجمع الفطر بكميات كبيرة بغرض بيعه في بلدانهم. وكانت شرطة الاقليم قد اوقفت مؤخرا مواطنا ايطاليا في الستين من العمر بعد ان تبين وجود 41 كيلوغراما من الفطر داخل العربة السياحية التي يسوقها كبيت متحرك «كارفان».   هذا وقد ضم المؤتمر الذي دعت له السلطات الادارية بالاقليم اطرافا عديدة من ذوي الشأن، في مقدمتهم ملاك المزارع، وقانونيون، ورجال شرطة، ومندوبون عن قطاع السياحة، حيث تم عرض المشكلة وبحث ونقاش السبل الممكنة والمعقول تنفيذها للحد من النزاع المتطور بين الملاك وجامعي الفطر من الاجانب، الذين يتهربون حتى من الالتزام بدفع قيمة اسمية للجمع تبلغ 45 يوروا، كرسم سنوي، او 25 يوروا رسم جمع لفترة 10 ايام. وعادة يدفعهم الطمع وعدم الاكتراث للتجول في المزارع التي هي جزء من غابات كرنسيا الكثيفة، لالتقاط وجمع الفطر الذي يعتبر مكونا اساسيا للغذاء في كرنسيا والمناطق الايطالية المجاورة، ولا تكاد تخلو منه مائدة. ويفضله الكثيرون على انواع اللحوم المختلفة، لذلك تفوق اسعار بعض انواعه اسعار اللحوم. اضف الى ذلك ان السياح الالمان يهوون جمعه. ويعتبرون المهارة في التقاطه واحدة من رياضاتهم المفضلة صيفا وهم يقضون عطلاتهم بالنمسا التي يحسبونها الشقيقة الصغرى لالمانيا.

من جانبهم تمسك اصحاب المزارع بضرورة تكوين وحدات من الشرطة تتخصص في مكافحة سارقي الفطر، فيما عارض المسؤولون من القطاع السياحي تلك الفكرة، باعتبارها غير عملية ومنفرة للسياح الذين لن يتحملوا فكرة ان تطاردهم الشرطة وأن تعتبرهم جناة، مما سيبعدهم عن النمسا، مفضلين عليها دول الجوار الاخرى. وفي ذلك خسارة اكبر للنمسا التي تعتبر السياحة مصدرا من مصادر دخلها الرئيسية، لاسيما السياح من المانيا المجاورة وهم الاكثر ثراء وعددا.