انتحار شاب فرنسي بعد رفض ساركوزي السماح له بالموت الرحيم

ترك رسالة يطلب فيها تعديل قانون المساعدة في إنهاء الحياة

TT

أنهى مريض فرنسي حياته، بعد أن تلقى من نيكولا ساركوزي رداً سلبياً على رسالة كان قد بعث بها إلى الرئيس ويطلب فيها السماح لطبيبه المعالج بأن يضع حداً لمعاناته عن طريق ما يسمى بـ«الموت الرحيم». ويمنع القانون الفرنسي هذه الممارسة التي أقرتها قوانين دول أُوروبية مجاورة. وهي الحالة الثانية التي ينتحر فيها فرنسي بعد رفض الجهات الرسمية الاستجابة لطلبه في الموت الرحيم. وتناول ريمي سالفا (23 عاماً) جرعات مضاعفة من الأدوية، الأحد الماضي، في غرفته بمنزل عائلته الواقع في ضواحي باريس، ففارق الحياة بعد معاناة من مرض نادر أصابه وهو في السادسة من العمر وتسبب في تراجع قواه البدنية. وترك المتوفى رسالة مسجلة الى والديه، حثهما فيها على مواصلة الجهود لإطلاق حملة من النقاش الوطني لتعديل التشريع الذي يعاقب ممارسي الموت الرحيم. وكشف والد ريمي أن ابنه كان يقاوم المرض ويؤمن بالحياة طالما كان قادراً على الوقوف والسير على قدميه. لكن قواه بدأت تخونه في الأشهر الأخيرة وتسببت حالته الصحية في آلام يومية مبرحة له. وفي الربيع الماضي ناشد الشاب المريض رئيس البلاد بتغيير القانون والسماح له بالموت للتحرر من الآلام. وجاء في الرسالة: «أرجوك أن تضع رأيك الشخصي جانباً، وأن تسمعني طالما أنك رئيس لكل الفرنسيين». وفي السادس من آب (أغسطس) الماضي تلقى ريمي رسالة جوابية من الرئيس تناولت الجوانب الفلسفية لقضية الموت الرحيم. وشرح الرئيس الأسباب التي تجعله يعارض الانهاء الارادي للحياة ويركز الجهود، في المقابل، على تشجيع الحوار بين المريض وذويه وبين الأطباء المعالجين تقديم أفضل الخدمات العلاجية والنفسية للتخفيف من آلام الذين يعانون من أمراض مستعصية. وكانت مريضة تدعى شانتال سيبير قد أنهت حياتها، بداية هذا العام، بعد معاناتها من مرض شوه ملامحها وسبب لها آلاماً لا تطاق. وأثارت وفاتها جدلاً عاماً حول السماح بالموت الرحيم في فرنسا أو الاستمرار في منعه انسجاماً مع الشرائع السماوية التي تحرم قتل النفس البشرية.