استنفار بيئي في سيناء لمواجهة 1.5 مليون طائر هاربة من الصقيع

بسبب هجرتها المبكرة العام الحالي

TT

حالة من الاستنفار البيئي تعيشها محافظة شمال سيناء بمصر، لمواجهة هجرة مبكرة لأسراب من الطيور المهاجرة إلى سواحل المحافظة بسبب التغيرات المناخية وانخفاض درجات الحرارة.

وقال المهندس عبد الله الحجاوي مدير إدارة البيئة بالمحافظة أنه تم منذ الثامن عشر من شهر يوليو (تموز) الماضي رصد بدء وصول أسراب من الطيور المهاجرة إلى سواحل العريش المطلة على البحر المتوسط، والتي كان من المفترض وصولها في شهر سبتمبر (ايلول) المقبل، حيث يبدأ موسم وصول الطيور المهاجرة إلى المنطقة.

ويبدأ موسم الهجرة من شهر سبتمبر وينتهي في مارس (آذار) من كل عام قادمة من آسيا وأوروبا.

وأضاف أن السرب الواحد يتراوح ما بين 12 إلى 27 طائرا من طيور البشاروش والبلشون والنورس الأبيض، والهازيجات وهي أنواع كانت تصل إلى السواحل المصرية مع بداية شهر سبتمبر.

وقال إن هذه الأسراب انتشرت على ساحل العريش والريسة وبعضها توجه إلى محمية الزرانيق.

وتابع إن وصول هذه الطيور المهاجرة مبكرا قد يتسبب في خسائر بيئية بين أنواع من الكائنات الحية الموجودة على سواحل سيناء خاصة الزواحف، حيث تتغذي الطيور المهاجرة على هذه الكائنات خاصة الترسة البحرية التي كانت تختفي داخل أعشاشها مع قدوم سبتمبر للاختباء من الطيور خاصة النسور الجارحة.

وقال إن المئات من بيض الترسة تنتشر الآن على سواحل العريش في مرحلة الفقص وهي تتحرك بشكل آمن في مثل هذا الوقت من العام.

وتابع أن الذريعة السمكية بالمنطقة قد تتأثر أيضا حيث يتغذى غراب البحر عليها مما قد يؤثر على الكائنات البحرية كما أن طائر اللقلق يتغذي أيضا على بعض أنواع من الحشائش وبذور النباتات.

وقال الحجاوي إنه يجري حاليا الاستعداد لمواجهة هذه الطيور بطرق آمنة، وحتى لا تسبب في خسائر كبيرة للبيئة، مشيرا إلى ضرورة دراسة أسباب هذه الظاهرة لمعرفة تأثيراتها على الكائنات البيئية بسيناء.

وحتى الآن تم تسجيل ‏244‏ نوعا من الطيور المهاجرة لسيناء والتي تأتي إلى محمية الزرانيق وسبخة الأحراش منها البجع والبشاروش والكروان القمري والصقور واللقالق‏ والحباري وبعض أنواع السمان.

وتعتبر سيناء احد المفاتيح الرئيسية لهجره الطيور القادمة من شرق أوروبا وشمال غربي آسيا وروسيا وتركيا إلى وسط أفريقيا‏‏ وذلك خلال فصول الخريف والشتاء والربيع ويهاجر إلى سواحل سيناء سنويا ما يقرب من 1.5 مليون طائر من أوروبا وآسيا هربا من موجة الصقيع والبرد الشديد في موسم الشتاء.