إن كانت العنوسة والعزوبية وجهين لمشكلة تعاني منها بعض المجتمعات من دون ان تتدخل حكوماتها لإيجاد حلول عملية ناجعة لحلها، فان الأمر جد مختلف في جمهورية صربيا. ففي هذه الجمهورية اليوغــوسلافية السابقـــة وضع ضمن أولويات المهام الحكوميـــة توفير زوجات للشبان الراغبين في الزواج ولا تتوفر لهم نساء يتزوجونهن بسبب غلبة عدد الرجال على النساء في العديد من القرى الصربية مما يهدد المجتمع بالضمور. كخطوة اولى نحو الحل، أوضح زيليكو فاسيلييفيتش، وكيل اول وزارة الشؤون الاجتماعية، أنه بدأ اتصالات بعدد من سفارات دول الجوار لتوفير 250 ألف زوجة لشبان يبحثون عن شريكات لحياتهم، منها سفارات أوكرانيا وروسيا ومولدوفـــا، ومن ثـــــم توسّع مجال نطاق البحث ليشمـــل دولاً اســــيوية منها كمبوديا ولاوس وبورما (ميانمار).
وأشار إلى أن مباحثاته مع الطرف الاوكراني «تبدو واعدة» إذ أكد له الأوكرانيون وجود «فائض من النساء في عدد من القرى الأوكرانية مما قد يسمح بحل جزئي للمشكلة». ومن جانب اخر ابدى فاسيلييفيتش ارتياحــــه للحصول على ردود إيجابية من دول آســـيوية كبورما ولاوس «لما يعرف عن نســـائها من اهتمام بكثرة الانجاب ومراعاة الحياة الاسرية وهو ما سيبعث أملاً وروحاً جديدة في القرى الصربية التي تحولت لقرى مسنّين ورجالا منتظرين، كما يُعرف عن الآسيويات قدراتهن في الحقول الزراعية مما يبشر بامكانية مساعدتهن أزواجهن من المزارعين وبذا يكون النفع مزدوجاً».