خوف الألمان من الأسعار أكبر من خوفهم من الحروب

كولون(ألمانيا): ماجد الخطيب

TT

كانت ألمانيا طوال تاريخها معرض تغييرات كبيرة أدت إلى ظهور أمراض جديدة تقتصر على الألمان دون غيرهم، منها الخوف من تبديل العملة، والخوف من «الوحدة الألمانية»، وطبعاً... الخوف من الحروب.

ولكن يبدو أن الخوف من ارتفاع الأسعار، الذي رافق إحلال العملة الأوروبية الموحدة «اليورو» محل المارك، وارتفاع معدلات التضخم في ألمانيا بنسبة 3,3% لأول مرة في تاريخها ما بعد الحرب العالمية الثانية، تغلب الآن على المخاوف الأخرى. إذ يشير استطلاع للرأي أجرته شركة «آر أند في» (R+V) للتأمين، أن 76% من المواطنين الألمان يشعرون بالخوف من ارتفاع الأسعار، وخصوصاً بعد رفع أسعار البنزين والسجائر ورفع ضريبة القيمة المضافة. وكانت الشركة قد أجرت استفتاء مماثلاً قبل سنة وكان الخوف من ارتفاع الأسعار يحتل الدرجة الثالثة في سلم المخاوف بنسبة 66% فقط.

أيضاً يستقى من الدراسة أن مخاوف الألمان من الغلاء والتضخم يفوق الآن خوفهم من الحروب والإرهاب الذي تراجع إلى المرتبة الثامنة. وربما كان التضخم ما زال حياً في أذهان المسنّين الألمان الذين يتذكرون الظروف التي أدت إلى نشوء الحربين العالميتين الأولى والثانية اللتين دمرتا البلاد.

الاقتصاد يبقى إذاً في مقدمة المخاوف الألمانية إذ يخشى تدهوره 58% من الألمان، يليه الخوف من الكوارث البيئية والطبيعية بنسبة 58%، ثم الخوف من العجز عند تقدم العمر 58%، ثم من الأمراض القاتلة 53%، ثم من قلة كفاءة القيادات السياسية 51%، ثم من البطالة 48%.

هذا، شمل الاستفتاء 2400 شخص من أعمار 14-60 ومن مختلف مجالات العمل والوظائف والأصول الفئوية. ولم تتغيّر الصورة كثيراً في الولايات الغربية عنها في الشرقية باستثناء أن الخوف من البطالة احتل المرتبة الثانية من المخاوف بين المواطنين الشرقيين. وكانت المخاوف تبدو بشكل آخر عام 1990 ـ أي قبل الوحدة الألمانية ـ حسب تقدير ريتا جاكي من شركة التأمين التي أجرت الاستطلاع، لأن 53% كانوا يخافون من الحاجة للآخرين عند العجز و41% يخافون من اندلاع حرب عالمية ثالثة.