عرض لمسرحية شكسبيرية يصنّف «للكبار فقط»

TT

صنفت هيئة الرقابة على الاعمال الفنية النمساوية عرضاً مسرحياً يقدمه المسرح الوطني الامبراطوري في العاصمة النمساوية فيينا لمسرحية الكاتب البريطاني الاشهر وليم شكسبير «حرب الوردتين» بانه عنيف جداً. وقيّم مدى العنف فيها بـ15 نقطة بينما نالت المشاهد العنيفة في فيلم من نوعية افلام الرجل الوطواط الاخير «الفارس الغامق» درجة 12 نقطة.

من جانبها كانت عدة هيئات مسؤولة عن رعاية الشباب قد أقرت بضرورة ان تلتزم ادارة المسرح، المعروف باسم «البورغ تياتر»، على اقتصار عروض مسرحية «حرب الورتين» على الكبار فقط تحت طائلة توقيف العرض جملة وتفصيلاً مع فرض عقوبات على الادارة. أما السبب فهو ما اثارته أحداث المسرحية من قلق وهلع بين الحضور الصغار السن، وتحسباً من أي اثار سلبية يمكن ان تخلفها مشاهدة المسرحية في نفسيات الصغار والمراهقين على وجه الخصوص. والجدير بالذكر أن أحداث المسرحية تدور في الفترة ما بين 1455 الى 1485 وتعكس مجريات الحرب الأهلية التي شهدتها إنجلترا والصراع المرير على التاج، وما كان سائداً من عنف واغتيالات ومؤامرات وثورات وحب وكره وزيجات وخيانات وانفصالات، وتوصف بانها بوتقة معتقة لكل مواصفات روايات شكسبير من سرد تاريخي ورومانسية وتراجيديا.

ردود الفعل السلبية في صفوف الصغار والمراهقين أثارت بدورها قلق وانزعاج اكثر من جهة من الجهات المسؤولة عن رعاية الشؤون الشبابية، في مقدمتها هيئة الشؤون الاجتماعية التي تضم متخصصين من الشرطة والأطباء والمستشارين النفسيين والمعلمين واختصاصيين اجتماعيين، اجمعوا على ان للمسرحية اثاراً سلبية على نفسيات الصغار والمراهقين. ولقد أدى القلق المعلن للهيئة إلى التشاور مع إدارة المسرح والتفاهم على ان يقتصر عرض المسرحية على الكبار فقط، وهو ما يعتبر سابقة في تاريخ المسرح العريق الذي انشأته الامبراطورة ماريا تريزا عام 1741 كمسرح خاص يتبع للبلاط الامبراطوري، ثم انتقل الى موقعه الرائع امام مجلس بلدية فيينا «الرات هاوس» منذ 14 اكتوبر (تشرين الأول) 1888 وحتى اليوم.