رجل يقتل ابنه الرضيع للخلاص من نفقته

الآلاف شاركوا في تشييعه في 12 مدينة كولومبية

TT

بوغوتا ـ أ.ف.ب: أثارت قضية إقدام رجل على خطف طفله الرضيع وقتله للتهرب من دفع نفقته ذهولاً عاماً في كولومبيا التي وقفت أمس دقيقة للتعبير عن الشعور بـ«عار وطني» لهول الجريمة. وقدّرت الشرطة أن نحو أربعين ألف شخص شاركوا في مراسم أقيمت في 12 مدينة على الاقل غداة زيارة قام بها الرئيس الكولومبي ألفارو اوريبي لأم الطفل المفجوعة. وفي شيا، البلدة الواقعة في الضواحي الشمالية للعاصمة الكولومبية بوغوتا، حيث انتزع الطفل لويس سانتياغو من ذراعي أمه في 24 سبتمبر (ايلول) الماضي، وعثر على جثته الثلاثاء الفائت بعد تحقيقات مضنية، سار حوالي ألف شخص وهم يحملون زهوراً ومناديل بيضاء تحية لذكرى الطفل القتيل.

وعلى صعيد ذي صلة، اعترف اورلاندو بيلايو رينكون، والد الطفل، للشرطة بانه دفع بين خمسين و230 دولاراً ـ حسب الروايات ـ المتضاربة «لإخفاء» الطفل، وبذلك لا يعود مضطرا لدفع نفقة لوالدته التي لا يعيش معها. ويرجح ان رينكون عهد بالعملية لعشيقة سابقة جنّدت الرجال الذين شاركوا في الجريمة. ويبدو ان الطفل الذي توفي اختناقاً تعرض لمعاملة سيئة، حسبما ذكر مدير معهد الطب الشرعي.

القضية هزت المجتمع الكولومبي الذي يشهد حالياً مناقشات حامية عن وضعه والعنف الذي يتسم به، ويطالب البعض بإعدام الأب، بينما يدعو آخرون الى اعتماد قانون ينص على السجن مدى الحياة، في حين يشير معهد الطب الشرعي ان 520 قاصرا قتلوا في البلاد منذ مطلع العام الجاري.

سكرتير المؤتمر الأسقفي فابيان مارولاندا علق على الجريمة بأنها «تعكس تدهور الحس الاخلاقي لدى الكولومبيين»، بينما وصف رئيس بلدية بوغوتا اليساري صامويل مورينو تكريم الطفل بانه «دقيقة عار واحباط وعجز». ويوم أول من أمس قدمت مجموعة من البرلمانيين مشروع قانون ينص على اعادة العمل بعقوبة السجن المؤبد لمرتكبي جرائم القتل والمساس بسلامة القاصرين الذين تقل اعمارهم عن 14 سنة. وقالت عضو مجلس بلدية بوغوتا غيلما غيمينيث، التي تؤيد هذا القانون لوكالة (أ.ف.ب) إنه في «كل سنة يقع اكثر من مليون طفل ضحايا كل انواع العنف: مائتا الف يغتصَبون و800 الف يتعرضون لأسوأ أشكال المعاملة و25 الفا يمارسون البغاء و560 يسقطون ضحية الاحتجاز».