فيضانات توقع عشرات الضحايا في غرداية بجنوب الجزائر

أضرار تطال المدينة المصنفة كتراث عالمي ومركز التعايش بين الإباضيين والمالكيين

TT

شهدت عدة مدن جزائرية خلال الأيام القليلة الماضية فيضانات خلّفت عشرات الضحايا بجانب الأضرار المادية الجسيمة. وكان لافتاً أن أثقل حصيلة سجلت في مدينة غرداية ومحيطها في وادي المزاب، والجدير بالذكر أن غرداية مدرجة على قائمة منظمة «اليونيسكو» للتراث العالمي، وهي المدينة الواحة التي يتعايش فيها مع أربع بلدات مجاورة منذ قرون المزابيون الإباضيون والعرب السنة المالكيون.

الإذاعة الوطنية الجزائرية ذكرت أمس أن الفيضانات تسببت في مقتل 29 شخصاً وجرح 84 آخرين في غرداية، الواقعة على بعد 600 كيلومتر جنوب الجزائر العاصمة. وبعيداً سجل سقوط خمسة قتلى وعدد من الجرحى في تلمسان (غرب البلاد) والجلفة (جنوب) والنعامة (جنوب) وتيارت (غرب).

وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني، انتقل إلى غرداية للإشراف على عمليات الإنقاذ التي تقودها عناصر الحماية المدنية ومصالح الأمن بدعم من وحدات الجيش. وأضافت الوكالة أنه تم انشاء خلية أزمة على مستوى وزارة الداخلية تضم ممثلين عن مختلف القطاعات لتنسيق عمليات إنقاذ ومساعدة السكان. وقال وزير الداخلية زرهوني إن إمدادات الغاز والكهرباء انقطعت عن المدينة وإن مياه الفيضان أغرقت إمدادات الغذاء وربما ما عاد بالإمكان استخدامها. كذلك ذكر التلفزيون الرسمي الليلة قبل الماضية أن الجيش تدخّل واستخدم مروحيات لإجلاء الضحايا وإنقاذ المنكوبين. وأوضح أن ارتفاع مستوى المياه الناجمة عن غزارة الأمطار بلغ 8 أمتار، ما أدى إلى فيضان الأودية المحيطة بوادي المزاب وجرف العديد من البساتين والحقول والتسبب في خسائر مادية. وقال مواطنون من غرداية إن المنطقة لم تشهد مثل هذه الفيضانات منذ عام 1991. يشار إلى أن غرداية، تضم نحو 100 ألف نسمة، وبها معالم مصنفة كآثار تاريخية، من قبل اليونيسكو. وغرداية التي يتوافد عليها الكثير من السياح الأجانب، مشهورة خصوصاً بأسواقها وأزقتها الضيقة العتيقة. ويتكون النسيج الديمغرافي في غرداية من السكان الاصليين وهم المزابيون الذين استقروا بها منذ عصور ما قبل الميلاد والعرب الذين وفدوا إليها مع فجر الاستقلال.