احتجاجات على منع «رجل الإعلان» في شوارع مدريد

القرار اتخذ بحجة أنه عمل «غير محترم»

TT

أعربت آنا بوتيا، مسؤولة البيئة في بلدية العاصمة الإسبانية مدريد، يوم أول من أمس الجمعة، عن استغرابها للضجة التي أثارها القانون الجديد الذي اصدرته البلدية ومنع بموجبه عدداً من وسائل الإعلان وأهمها «رجل الاعلان»، وهو الشخص الذي يحمل على كتفه لافتة تظهر على صدره وظهره اعلاناً. بوتيا قالت في تصريح صحافي مستنكرة الاحتجاجات «انهم يتكلمون كثيراً عن هذا الموضوع حتى بات كأنه أهم من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بإسبانيا والعالم». وللعلم، تضمنت تعليمات القانون الجديد ايضاً منع مهنة توزيع بطاقات واوراق دعائية في الشوارع، وضرورة ان تكون الإعلانات الجدارية والضوئية صغيرة، اما الإعلانات الضوئية الخاصة بالصيدليات وهي عادة ما تكون خضراء وفي داخلها صليب فإنها معفاة من قانون المنع، وكذا الإعلانات الضوئية الخاصة بالفنادق. ولقد منح القانون الجديد مدة سنة، كل من يهمه الأمر لكي يرتب شؤونه طبقاً للتعليمات الجديدة، وإلا سيعرض نفسه للغرامة.

الطريف في موضوع «رجل الإعلان»، الذي يتجول في الشوارع، هو التبرير الذي قدم لمنعه. إذ جاء في سبب المنع، أن عمله حسب رأي بلدية مدريد «عمل غير محترم». وعقبت بوتيا شارحة: «ان مهنة رجل الإعلان حقاً من الأعمال المهينة، فاستعمال الإنسان كمسند لحمل اللوحات الدعائية يعتبر مخالفة خطيرة، وسيعاقب المخالف بغرامة بين 1501 و3000 يورو».

غير أن هذا الرأي لا يروق لكثيرين يعملون في هذه المهنة «لمريحة ـ على ما يبدو ـ اعتبروا أن قرار منعهم من العمل يعني تسريحهم بينما تعاني إسبانيا من ارتفاع عدد العاطلين عن العمل. ويقول، أحد هؤلاء، واسمه خابيير كاباييرو: «أنا أعمل سبع ساعات يومياً مقابل 560 يورو شهرياً. ماذا سأعمل إذا لم تتوفر لي مهنة أخرى؟ أنها أفضل لي من أن أتسول في المترو... أنا لا أعرف من هو رئيس البلدية الذي سنّ هذا القانون، لكنني أعلم أن «العمل المحترم» أو «العمل غير المحترم» يقرره الشخص نفسه، وليس البلدية». كذلك قالت فيرونيكا، وهي موزعة أوراق دعاية في الشوارع، وسيشملها قانون المنع: «أعمل طوال اليوم، في البرد والحر، كل ذلك في سبيل ان يقبل المارة في الشارع ورقة الإعلان. بل ان البعض يأخذ الورقة ويرميها على الارض، فأضطر إلى حملها الى سلة المهملات كي لا يتهموننا بالمساعدة على توسيخ الشارع».