«مدرسة ركوب الخيل الإسبانية» تفتح أبوابها للجنس اللطيف

بعد استثناء طال 430 سنة

TT

هل يعقل ان تظل هذه المؤسسة حكراً على الرجال، لمجرد أنها لم تضم نساءً من قبل..؟

بهذا السؤال، استهلت السيدة اليزابيث غورتلر، الرئيسة الفخرية لـ«مدرسة ركوب الخيل الاسبانية» العريقة ذات الشهرة العالمية في العاصمة النمساوية فيينا، مؤتمرها الصحافي صباح أول من أمس. وفيه أعلنت غورتلر عن انضمام اول نساء للعمل كـ«فارسات» في المدرسة النمساوية التي ترعى خيول الليبيزان الإسبانية وتروضها، والتي تعد إحدى المؤسسات المهتمة بتربية الخيول وترويضها وتدريبها على الرقص الموسيقي، وفقا لتقاليد نمساوية تعود إلى القرن السادس عشر.

كانت «مدرسة ركوب الخيل الاسبانية» فتحت أبوابها أول من أمس للنساء لأول مرة منذ تأسيسها قبل 430 سنة، معلنة قبول الفارستين البريطانية مورييل سوجورنر، 17 سنة، والنمساوية هانا زايزهوفر، 21 سنة، اللتين ظلتا لمدة شهر كامل تحت المعاينة والملاحظة والاختبار، إضافة لما كانتا قد اجتازتاه من شروط لازمة للالتحاق بالمدرسة. ويعني قبول الفارستين أنهما، كبقية فرسان المدرسة من الذكور، ستخضعان لنظام دراسي وتمارين وعمل في الاسطبلات، ضمن منهج دراسي نظري وتطبيقي يستغرق أربع سنوات. وبعد ذلك سيسمح لهما بالظهور امام الجمهور لتقديم العروض الراقصة على ظهور خيول الليبزان Lipizzan التي تدرّب بدورها على عروض موسيقية راقصة، تمزج ما بين مظاهر الفروسية والقوة والمنعة، والخطوات الرشيقة الخفيفة لرقص البالية وحركاته. ومما يستحق الذكر أن «المدرسة» تقدم عروضها ـ التي تعد واحدة من أهم النشاطات الجاذبة للسياح من زوار النمسا ـ شتاءً فقط في جناح خاص من قصر الهوفبورغ الامبراطوري، بقلب المنطقة الاولى من فيينا. ثم تأخذ الخيول عطلة صيفية طويلة تمضيها في اسطبلات بيبر الفيدرالية ومراعيها، غرب إقليم شتيريا، حيث ظلت هذه الاسطبلات مخصصة لها منذ عام 1920 .أما خيول اللبيزان البيضاء الساحرة التي تتحدر من اصول اوروبية اسبانية، فيعود اسمها لقرية ليبيسا بدولة سلوفينيا، التي كانت جزءاً من امبراطورية الهابسبرغ. ويرتدي الفرسان بزات يطلق عليها اسم «البزات الذهبية» التي تفصّل على نمط عسكري لموضة سادت منذ 1795. وكانت غورتلر، قد أعلنت في مؤتمرها الصحافي أنها تفكر الآن في زي نسائي يناسب الفارستين، مشيرة إلى أن «التقاليد والأعراف، يجب الا تتناقض ومتطلبات الحياة الحديثة التي نعيشها.. ولكن البقاء دائماً للاصلح».