اقتحم خنزير بري، مطعماً في مدينة مارينراشدورف غرب ألمانيا، وحطم كل ما وجده في طريقه إلى المطبخ. وذكر صاحب المطعم توماس بالمز أن الحيوان المتوحش حطم الأثاث والأجهزة حيث قدّرت الخسائر بـ10 آلاف يورو ـ وأصاب زبونين قبل أن يصل إلى المطبخ بحثا عن طعام.
دائرة البيئة الاتحادية في ألمانيا أحصت عشرات الحوادث المماثلة التي تعبّر عن نزوع غريب للحيوانات البرية للاقتراب من الحياة المدنية، ومهاجمة البشر في عقر ديارهم. وكان نمس قد هاجم عابر سبيل على دراجة، وعضه من قدمه قرب مدينة دوسلدورف، عاصمة ولاية الراين الشمالي ووستفاليا ـ كبرى الولايات الألمانية وأكثرها ازدحاماً بالسكان ـ، وقضمت فئران متوحشة أسلاك الكهرباء في قاعة للموسيقى في بلدة روزرات، فتسبّبت بحريق كبير، كما عبثت الثعالب بحديقة ومطبخ امرأة عجوز في حي فايلرفيست بمدينة كولون. ونشرت صحيفة «إكسبريس» الصادرة في مدينة كولون، صوراً غريبة لخنزير بري وصغاره في شوارع المدينة، وثعلب يعبر الشارع في مدينة مونشنغلادباخ (شمال غربي كولون) وصورة نمس يقضم أسلاك سيارة.
إزاء هذا الوضع حرصت برجيت كونغ، من دائرة البيئة في ولاية الراين الشمالي ووستفاليا، على طمأنة السكان إلى أن غابات الولاية خالية من مرض السُّعار (الكَلَب). وعدا عن ظاهرة انحسار الغابات وتحوّلها إلى طرق للمشاة وسائقي الدراجات الهوائية، فسّرت كونغ هذه الظاهرة بتردّي الغابات كبيت آمن للحيوانات. كما انتقدت زحف المزارع على الغابات قائلة، إن زراعة المحاصيل تمتد حالياً بين الغابات وأرصفة الشوارع.
وأشارت كونغ إلى «أن الحيوانات البرية ذكية، ولاحظت بالتجربة أن اقترابها من الإنسان في المدن، لن يؤدي إلى عواقب وخيمة. فالقوانين في المدن تحظر اصطياد أو قتل الحيوانات، كما أن مزابل البيوت ونفايات المطاعم تجتذبها من مناطق بعيدة». ونصحت كونغ السكان بتجنب المبالغة إلى حد إطعام الحيوانات البرية داخل المدن، لأن ذلك سيدفعها لاحقاً إلى مهاجمة البيوت للاستحواذ على مصدر الطعام.
وتجد الحيوانات البرية في ألمانيا الآن، ملاذاً جيداً في حدائق الحزام الأخضر، الذي يحيط بالمركز الداخلي لمدينة كولون. ويعاني مديرو المقابر في المدينة من عبث الثعالب والخنازير بالقبور والأشجار والزهور، التي توضع على شواهد القبور. وتقدر دائرة البيئة الاتحادية وجود 30 ألف خنزير بري في غابات ولاية الراين الشمالي ووستفاليا ـ التي تضم كولون ـ، إضافة إلى 25 ألف ثعلب و20 ألف نمس.