أثار العثور على أجزاء مبعثرة من جثة مجهول على الطريق السريع بين مدينتي كولون و بون، في غرب ألمانيا، هلعاً بين السكان .. وبخاصة بعد «مسلسلات الرعب» و«الهالوين» في الإذاعة والتلفزيون والصحافة. ولكن اتضح في ما بعد أن «الأجزاء» تعود إلى رجل انتحر على الطريق السريع قبل يومين ونسى الحانوتي جمعها مع الجثة. كان الرجل اليائس من الحياة، 37 سنة، قد ألقى بنفسه من على جسر إلى الطريق السريع 61 يوم الأحد الماضي. واصطدمت جثة الرجل بعدة سيارات مسرعة وتبعثرت أشلاء منها على مسافة 50 متراً حسب تصريح رجال الشرطة. وقد كلفت شرطة كولون، بعد إنتهاء التحقيق في الحادث، حانوتياً بدفن الجثة المجهولة، غير أن الحانوتي ـ على ما يبدو ـ لم يكن على مستوى المسؤولية، إذ أخفق في جمع كل الاشلاء.
مونيكا زيغنبيرغ، من النيابة العامة في العاصمة السابقة بون، قالت إن رجال الشرطة عثروا على المزيد من الأشلاء، بينها قدم كاملة داخل حذاء، بعد التفتيش الثاني الذي أعقب التبليغ عن وجود بقايا الجثة على الشارع، واضطرت الشرطة إلى تكليف حانوتي آخر ليتولى المهمة الصعبة. واختير الحانوتي هذه المرة من مدينة بون، التي تبعد 25 كلم فقط عن كولون. ووسع الحانوتي الجديد بحثه إلى مسافة 800 متر بالقرب من محطة وقود حيث وقع حادث الانتحار.
ويجري البحث حالياً بشكل محموم عن أكثر من سائق سيارة، بينهم صاحب سيارة مرسيدس بنز، صدموا الجثة وهربوا دون التبليغ عنها. والمعتقد أن الشاب المنتحر يتحدر من المناطق القريبة من مكان الحادث رغم أنه لم يعثر على تبليغ عن فقدان أي شخص. ويشير تقرير الطب الشرعي أن الشاب ظل على قيد الحياة بعد ارتطامه بأرض الشارع قبل أن تداهمه السيارات المسرعة.