شَغلَ طائر من نوع «الزرزور» الصغير، كوادر من الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر، كما شغل إعلاميين كانوا يغطون فعاليات مؤتمر الحزب على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة بمقر مركز المؤتمرات بالقاهرة. وأثار العصفور، الذي لا يزيد حجمه على قبضة اليد، قضية مرض إنفلونزا الطيور التي تعتبر من القضايا المهمة في مصر منذ دخولها البلاد عام 2006.
وبحضوره وإصراره على الاقتراب من المترددين على المركز الإعلامي وعدم خوفه من التنقل بجناحيه الصغيرين على المناضد والمقاعد، أصبح الطائر حتى ختام أعمال المؤتمر مساء أمس، جزءا من مقر المركز الصحافي الواقع في الطابق الأول من طوابق مركز المؤتمرات بمدينة نصر غرب العاصمة، لدرجة أن البعض قال مازحا إن هذا «الزرزور» يصر على المشاركة لينقل لباقي الطيور ما سينتهي إليه مؤتمر الحزب فيما يتعلق بانفلونزا الطيور.
وفي اليوم الأول من فعاليات المؤتمر حاول القيادي الإعلامي في الحزب الوطني، طارق حسن إبعاد «الزرزور» عن أقدام المترددين على المركز الصحافي من إعلاميين وحزبيين ورجال أمن وغيرهم، لكن العصفور بلونه الرمادي طار مرفرفا بجناحيه بين جدران المركز، رافضا الخروج إلى الساحات الخضراء والأشجار المنتشرة حول مقر المؤتمر.
وبعد محاولات يائسة من آخرين، استسلم الجميع للعصفور الصغير، الذي بدأ يشعر بالطمأنينة والاقتراب من عشرات الجالسين والواقفين والمهرولين بين ردهات المؤتمر مرورا بالمركز الصحافي.
بل إن بعض العاملين بالمركز اتخذ من هذا «الزرزور» رفيقا في العمل، دون خوف من مغبة إصابته بمرض إنفلونزا الطيور القاتل.
وقال علي كامل، أحد المسؤولين بالمركز الصحافي لمؤتمر الحزب الوطني، «إن أي طائر تراه يعطيك شعورا بأن الدنيا مازالت تنبض بالحياة.
وفي مكان مثل هذا حيث الاجتماعات الرسمية المتواصلة والجدية الكبيرة التي يتعامل بها المترددون على المركز الصحافي، فإن وجود هذا الطائر اعتبره مكافأة لي بل مكافأة للناس الصالحين المحبين للحياة».
وعما إذا كان ينتابه الخوف أحيانا من «الزرزور» الذي كان يتنقل على أجهزة الكومبيوتر وطاولات البيانات الصحافية، خاصة أن الطيور المهاجرة، مثله، تعتبر الناقل الأول لإنفلونزا الطيور في البلاد، قال كامل لـ«الشرق الأوسط»: «نحن في المركز الإعلامي لم نشترك في محاولة إخراج هذا الزرزور من هنا.. نحن مبسوطون به، ومنظره جميل». وأضاف مازحا: «نحن، كمصريين، محصنون ضد إنفلونزا الطيور». وخلال فعاليات المؤتمر قال قياديون في الحزب ووزراء إن الحكومة ستستمر بمزيد من الإجراءات للقضاء على خطر إنفلونزا الطيور في البلاد، دون إشارة إلى عصفور المركز الصحافي بطبيعة الحال.