تكاد أدواره السينمائية والتلفزيونية توازي شهرته كصهر للرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران وأحد القلائل الذين كانوا قادرين على إضحاكه في أحرج الظروف. لكن روجيه حنان، 83 عاماً، الفنان اليهودي المولود في الجزائر، أعلن أمس أنه سيتوقف عن التمثيل وقفة لا رجعة فيها. وافتقد حنان، في السنوات الأخيرة، زوجته كريستين غوز رينال، أول فرنسية تعمل في الانتاج السينمائي، بعد أن رحلت عام 2002، كما افتقد صهره ميتران الذي كتب عنه، بعد وفاته، كتاباً يروي فيه خفايا السهرات والمآدب العائلية التي كانت تجمعهما مع المقربين من أقطاب الحزب الاشتراكي. وكان الممثل قد أثار زوبعة عندما أعلن انفصاله عن الاشتراكيين، بعد وفاة صهره الرئيس الأسبق، والتحاقه بالحزب الشيوعي الفرنسي وتأييده له في الانتخابات الرئاسية.
وكشف حنان، الذي عمل مخرجاً وكاتباً أيضاً، عن قرار الاعتزال أثناء ظهوره كضيف في نشرة أخبارية يقدمها المذيع كريستوف هوندلات من إذاعة «آر. تي .إل». وقال إنه غادر ستوديو التصوير للمرة الأخيرة، الجمعة الماضية، بعد أن واظب لأكثر من 18 عاماً على القيام بدور الملازم نافارو في المسلسل التلفزيوني الذي يحمل هذا الاسم ويبث من القناة الفرنسية الأُولى. وتعتبر هذه الديمومة فترة قياسية في المسلسلات الفرنسية. وأضاف حنان: «لا أُريد، بعد الآن، أن أكون ممثلاً، وأُقسم أن كل شيء انتهى». ولم يخف الممثل تأثره لترك المهنة التي أعطاها عمره وأعطته تقديراً متوسطاً، أو لوداع المسلسل الذي منحه أجمل أدواره وأكثرها شعبية. لكنه قال إنه لا يشعر بالمرارة ولا بالحنين، فقد جسد شخصيات مثل عطيل وماكبث وأدى أدواراً في أعمال لكبار المؤلفين أمثال بيرانديللو وبيكيت وكلوديل، «وليس هنا ما يدعو للتعلثم في الكلام» حسب تعبيره. وسخر روجيه حنان من أولئك الذين يقولون إنهم لم يحظوا بما كانوا يطمحون اليه من مسيرة مهنية، وقال: «لقد حظيت بمسيرة مهنية أكبر مما أملت به وحانت ساعة التوقف».
أما عن مشاريعه بعد الاعتزال فقال: «لديّ مشروع كبير يتمثل في أن أعيش وأن أذهب الى المطاعم وأُسافر وأقرأ وأكتب».