تعتبر جنوب أفريقيا من أغنى دول العالم بالحيوانات البرية، ولقد أسست فيها منذ عقود حدائق ومحميات كبيرة ومهمة للمحافظة على ثروتها من الحيوانات البرية. ولكن حتى جنوب أفريقيا، الأكثر قدرة نظرياً على حماية ثروتها الحيوانية بين جاراتها الأفريقية، تعيش أزمة حالياً تتعلق بنفوق مقلق للتماسيح. فقد أثار نفوق التماسيح بأعداد كبيرة في «حديقة كروغر الوطنية»، وهي الحديقة الوطنية الأكبر في البلاد مخاوف المدافعين عن سلامة البيئة. ومما يزيد في قلق هؤلاء أن أسباب هذه الظاهرة ما زالت غامضة رغم المحاولات العلمية الحثيثة التي تخشى من وجود عامل بيئي هائل التأثير وصعب العلاج. فوفق البيانات الرسمية التي أوردها تقرير لوكالة «د.ب.أ» الألمانية بلغ عدد التماسيح التي نفقت بصورة مفاجئة وغريبة خلال الشهور الأخيرة 160 تمساحاً في الحديقة الوطنية الواقعة على حدود موزامبيق رغم أن المعلومات غير الرسمية ترفع الرقم إلى ما يزيد على 300 تمساح. ويعتبر نهرا الأوليفانت والليتابا في طليعة المناطق التي سجلت فيها حالات النفوق، علماً بأن الخبراء يقدّرون عدد التماسيح التي تعيش في هذين النهرين بأكثر من ألفين.