مدارس ألمانية تربّي التلاميذ صغارا على السينما

في محاولة مبكرة للفت أنظار هوليوود

TT

لم تحقق السينما الألمانية نجاحاً يذكر، رغم أنها صدّرت بعض مشاهير الممثلين إلى هوليوود، إلا أن مدارس أوبرهاوزن (غرب ألمانيا) ترى أن من الممكن ضرب عصفورين بحجر واحد: الاستفاد من وقت فراغ التلاميذ بشكل مناسب، وبناء جيل جديد من السينمائيين الألمان.

مشروع مدارس أوبرهاوزن، بالترابط مع مشروع «كل اليوم في المدرسة» للتلاميذ، يرمي إلى تنمية حب الصغار للسينما وتعليمهم كيفية صناعة الأفلام والحيل السينمائية. وكان المعلمون طوال السنة يرافقون تلاميذ الصفين الثاني والثالث الابتدائي إلى مؤسسات السينما والتلفزيون لتعليمهم أصول التصوير الفوتوغرافي والسينمائي وصناعة السينما عموماً. ولا تقتصر الزيارات على المشاهدة والاستماع وإنما تمتد إلى تعليم الأطفال تقنيات التصوير وكيفية تقطيع الأفلام وصناعة السينما وشدّ الشاشات وتوزيع مكبّرات الصوت. ومن ثم يستخدم الأطفال الكاميرات لتصوير أفلام قصيرة (35 ملم) من إبداعهم، ليقوموا بعد ذلك بتقطيعها وعرضها على الشاشة الكبيرة. المعلمة آنيا شميد، المتخصصة بالتربية الإعلامية، تشرف على تعليم التلاميذ الصغار مزايا السينما وجمالياتها. ويقع على الأطفال الصغار طوال السنة تصوير اربعة أفلام من صناعتهم ويثبت ذلك في شهادة صغيرة تمنح لهم بعد انتهاء الفصل الدراسي. كذلك يتبادل الأطفال أدوار المخرج والمنتج والممثل في مختلف الأفلام التي يصورونها. وقد نالت الطفلة ميلينا جائزة عن تصوير فيلم يحكي حكاية زهرة تنمو، والجميل في الأمر أنها رسمت الزهرة وكيف تكبر في عشرات الصور قبل أن تصوِّرها في فيلم. وتقول ميلينا إنها تعرف أن كل مشهد في السينما يتطلب دوران 96 صورة في الثانية «.. ولهذا رسمت مئات الصور للزهرة بالألوان كي أنتج فيلما طوله ثلاث دقائق».

بقي أن نذكر أن مديرية التربية في المدينة، إلى جانب دور السينما، تغطي نفقات نقل الأطفال وتكاليف المواد التي يستخدمونها في صناعة أفلامهم المصغرة. وتقول آنيا شميد إن صالات السينما في المدن القريبة أبدت استعدادها للمشاركة مجاناً في المشروع، كما أغرت التجربة العديد من مدن ولاية الراين الشمالي ـ ويستفاليا لاستنساخ المشروع وتطبيقه على بعض مدارسها.