سرقة مجوهرات قيمتها 80 مليون يورو من متجر هاري وينستون في باريس

«زيارة» ثانية للصوص إلى المحل بعد سنة من السرقة الأولى

TT

كشف، أمس، مصدر قريب من التحقيق في عملية السطو التي تعرض لها متجر هاري وينستون الشهير للصياغة والمجوهرات في العاصمة الفرنسية أن اللصوص هربوا بما يساوي 80 مليون يورو من المجوهرات. وبهذا فإن هذه السرقة تعتبر قياسية بين حوادث السطو المسلح العديدة التي تعرضت لها متاجر العاصمة الفرنسية ومصارفها.

حدثت السرقة عصر الخميس الماضي عندما اقتحم المتجر الفخم الواقع في جادة مونتين المتفرعة من جادة الشانزليزيه أربعة رجال مسلحين. وكان اثنان منهما متنكرين بثياب نسائية. وتحت تهديد السلاح، خضع 15 بائعاً وزبوناً كانوا في المحل لمطالب اللصوص وسلّموهم كل ما في خزائن العرض من حليّ. وجمع اللصوص حصيلتهم في أكياس وهربوا في وقت قياسي ومن دون إطلاق أي عيار ناري.

شهود عيان ذكروا إن المهاجمين كانوا يتكلمون الفرنسية وبدا عليهم أنهم يعرفون المكان جيداً. أما الزبائن الذين تصادف وجودهم في المتجر فقد تجمّعوا في زاوية من الزوايا وقد سيطر عليهم الذهول. وتحدث شاهد عن ضرب تعرّض له العاملون الذين لم ينصاعوا لأوامر اللصوص على الفور.

والغريب أن تأتي هذه الحادثة بعد سنة بالتمام من سرقة كان المتجر ذاته قد تعرّض لها في السادس من ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ويومذاك حمل اللصوص معهم مجوهرات قدرت بعشرة ملايين يورو.

المحققون في وحدة مكافحة الجريمة المنظمة كانوا قد استجوبوا الشهود وشاهدوا الأفلام التي سجّلتها كاميرات المراقبة ودقّقوا في أجهزة الإنذار المرتبطة بمركز للطوارئ في سويسرا. وكان الانطباع الأول يشير الى تمتّع منفّذي العملية بخبرة عالية في هذا النوع من السرقات المدروسة. ولم يستبعد المحققون أن يكون اللصوص من عصابات الجريمة المنظمة في فرنسا، مع شكوك في احتمال ضلوع محترفين من دول أوروبا الشرقية.

وحسب رأي الخبراء، فإنه سيكون من الصعب على أفراد العصابة تسويق هذا النوع من المجوهرات، ولا سيما الألماسات المعروفة الأوصاف، عدا عن بلدان أوروبا الشرقية التي تحوّلت الى مرتع لهذا النوع من المتاجرة.

من جانب ثان، هذه هي ثاني عملية سرقة، في غضون أقل من اسبوع، لمتجر عريق للمجوهرات في باريس. إذ سبق أن تعرض متجر كارتييه القريب قبل أيام قلائل لخدعة نفذها رجل وسيدة يرتديان الثياب العربية وزعما أنهما سائحان ثريان من قطر. وتمكّن الإثنان من سرقة خاتم سعره 653 ألف يورو بعدما دسّا محله خاتماً مزيفاً طبق الأصل.