طبيب أسنان ألماني عالج 850 مريضاً بأدوات ملوثة بفيروس الإيدز

في قضية لعبت المصادفة دوراً في كشفها

TT

تلقى مئات المواطنين الألمان في دائرة ايرفتكرايز (قرب مدينة كولون) بغرب ألمانيا، رسائل من دائرة الصحة في المنطقة تدعوهم لإجراء الفحوص المختبرية الخاصة بالكشف عن فيروسات مرض نقض المناعة المكتسب (الإيدز) والتهاب الكبد المزمن. وجاء في الرسالة أن طبيب الأسنان هارالد م. كان يعالجهم منذ سنة بأدوات غير معقّمة وأن بعض مرضاه كانوا من المصابين بالإيدز والتهاب الكبد الفيروسي.

الرسائل أرسلت إلى أكثر من 850 شخصا من مدن كولون بيرغهايم ودورين واويسكرشن والبلدات الصغيرة الأخرى القريبة. وسارع معظم المرضى لإجراء الفحوص الخاصة بالكشف عن المرضين المذكورين وهم طبعاً ينتظرون النتائج بقلق بالغ. وفي حين عبرت المريضة «آنجليكا» عن جزعها بسبب «برودة دم الطبيب»، ذكر مريض آخر اسمه ألبرت ت. أن مظاهر «الإفلاس» كانت ظاهرة على العيادة من أثاثها.

هذا، ويعود الفضل إلى طبيب أسنان عاطل عن العمل في الكشف عن أسرار طبيب الأسنان العجيب. فالطبيب هارالد م. كلف الطبيب العاطل بالعمل نيابة عنه في فترة غيابه التي قال له أنها قد تطول. واكتشف الطبيب منذ اليوم الأول أن أجهزة التعقيم في العيادة عاطلة عن العمل منذ سنة وأن بعض مرضى الطبيب كانوا مصابين بالإيدز وإلتهاب الكبد الفيروسي.

والمشكلة هي أن هارالد م. ما زال غائباً ولا يعرف أحد بمكان وجوده. في حين أمتنعت النيابة العامة عن التعليق على شائعات مفادها أن الطبيب يمضي فترة في السجن بسبب التهرّب من الضرائب. ولا يعرف الطبيب الشاب بمكان وجود مانح العمل لأن تعيينه جرى بوساطة نقابة الأطباء في المنطقة.

ومن ناحية أخرى، ذكر مصدر في النيابة في كولون أنها لا تستطيع أن تتخذ أي إجراء ضد الطبيب قبل ظهور نتائج الفحوص. وستوجه النيابة العامة إليه تهمة تعمد إلحاق الضرر الجسدي، وربما تهمة القتل، إذا ما ثبت أن إهماله تعقيم الأدوات الطبية تسبب حقاً بنشر مرض الإيدز القاتل. وفي كل الأحوال أعلنت نقابة الأطباء عن نيتها سحب إجازة الطبيب في حالة ثبوت تهمة تعمده إهمال تعقيم الأدوات الطبية.