بسبب تزايد عدد الوفيّات جراء حوادث الطرق في مصر لمعدلات مخيفة وصلت إلى نحو 7 آلاف حالة سنوياً، أطلقت السلطات المصرية حملة لتوعية المواطنين بضرورة الالتزام الصارم بمبادئ القيادة الآمنة خاصة على الطرق السريعة، من بينها ندوات ومسابقات. مسؤولون ونواب في البرلمان يقولون إن التعديلات التي كانت أقرت العام الماضي وغلظت العقوبات على المخالفين لقانون المرور لم تحقق المراد منها بالصورة المطلوبة، وإن الأمر يتطلب نشر ثقافة للقيادة السليمة بما يقلل من حوادث الطرق، إذ ما زالت الصحف المحلية اليومية لا تخلو من أخبار عن حوادث بشعة يموت فيها مسافرون على الطرق السريعة، ولا سيما في الصعيد (جنوب مصر).
وقررت وزارة الداخلية المصرية أن يكون شعار الاحتفال بعيد الشرطة هذا العام، خلال يناير (كانون الثاني) الجاري تحت اسم «السلامة المرورية.. مسؤولية الجميع». وفي مقر مركز بحوث الشرطة بأكاديمية مبارك للأمن بالتجمع الخامس في القاهرة، من المقرر أن تبدأ اعتباراً من اليوم سلسلة فعاليات تحت عنوان «نحو مرور عصري ومجتمع آمن»، تشارك فيها مراكز بحثية معنية بقضايا المرور ومؤسسات للمجتمع المدني إضافة لمسؤولين حكوميين.
ولجذب اهتمام المواطنين لقواعد المرور وضوابط القيادة داخل المدن وبين المحافظات، نظمت مجلة الشرطة الصادرة عن وزارة الداخلية مسابقة تحت اسم «الوعي المروري»، تتضمن 30 سؤالا يحصل الفائز الأول فيها على 15 ألف جنيه، وبدأت صحف وإذاعات محلية في البلاد نشر الأسئلة وتلقي الأجوبة. وحسب دراسة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع للحكومة المصرية، عن أحوال الطرق في مصر، فإن وفيات حوادث المرور في البلاد زادت في عام 2007 بنسبة 30 % مقارنة بعام 2006، وأن المصابين في تلك الحوادث أصبحوا يشغلون 15% من إجمالي أسرة المستشفيات في البلاد.