قطع المقاول خوسيه ماريا سوليس، صباح أول من أمس (الاثنين)، الطريق عندما وقف بشاحنته أمام بناية بلدية لويجيس التابعة للعاصمة الإسبانية مدريد، وهدد بإحراق نفسه وإضرام النار بشاحنة تخصه، ما لم تدفع له البلدية مستحقاته البالغة 400 ألف يورو عن أعمال نفذها لها. المقاول الذي يدير مؤسسة «كاباس» للبناء، كان يهدف إلى منع رئيس البلدية بيدرو دياث من دخول مبنى البلدية، وإجباره على مقابلته. لكن رئيس البلدية رفض مواجهته، فما كان من سوليس إلا أن أخرج قنينة مع فتيل مع صفيحتي بنزين، ودخل شاحنته ثم أطلق تهديده «الناري»، ما لم يدفع له المجلس البلدي المبالغ المستحقة له بسرعة، خصوصا أنه ـ أي المقاول ـ يمر بأزمة مالية صعبة، اضطرته إلى الإحجام عن دفع أجور عماله. مع هذا رفض المجلس البلدي الانصياع للتهديد، لكنه ماطله بحجة التفاوض معه، إلى أن تدخل رجال الشرطة، الذين ألقوا القبض عليه موجهين إليه تهمة الإخلال بالنظام العام.
ديفيد، ابن المقاول، قال في تصريح للصحافيين: «لقد اتصل بي أبي هاتفيا وقال: أنا أمام البلدية حاملا قنينة وفتيل وصفيحتي بنزين، لكي أشعل النار إذا لم تستجب البلدية لطلبي»، واستطرد معلقا: «إن الوضع اليائس الذي وصل إليه والدي هو ما أجبره على سلوك هذا المسلك».
ومما يجدر ذكره، أن شكاوى المواطنين في مختلف أنحاء إسبانيا تتصاعد إزاء تقصير المجالس البلدية في أداء أعمالها بشكل صحيح، لكن هذه المجالس تتحجج دائما بأنها تمر بضائقة مالية اقتصادية خانقة، ولهذا لا تستطيع دفع ما يتوجب عليها دفعه للمقاولين.