ألمانيا: إقبال كبير على «مقابر السيارات»

أحدهم حاول تحطيم 600 سيارة سعيا وراء المكافأة

TT

عثر عمال تقطيع الحديد في إحدى مقابر السيارات ببون على مبلغ 270 ألف يورو نساها الـ«بوست بانك» في الخزينة القديمة، لكن ذلك لم يكن سبب حمى تحطيم السيارات في المقابر، التي شهدتها العاصمة السابقة بون مؤخرا.

إذ سبق لبلدية بون أن أعلنت عن منح تعويضات قدرها 2500 يورو لمن يحطم سيارته تحت آلات التقطيع في المقابر وشراء سيارة جديدة محلها. وكان الهدف من الدعوة هو تخليص المدينة من السيارات القديمة، التي تلوث البيئة، وتشجيع المواطن على اقتناء السيارات البيئية المزودة بفلتر ترشيح غاز ثاني أكسيد الكربون. ووضعت البلدية شروطا لعملية دفع التعويضات عن السيارات التي تذهب لـ«السكراب»، إلا أنها لم تحدد العرض بسكان مدينة بون وهو ما أغرقها بسيارات المدن والقرى القريبة أيضا. ومن الشروط التي وضعتها البلدية أن تكون السيارة أقدم من 10 سنوات، لم تستخدم كثيرا من قبل صاحبها، ولا يتلقى «المتبرع» بركام سيارته مبلغ المكافأة إلا بعد أن يظهر أوراق السيارة الجديدة التي اشتراها.

وذكر يوزيف مانويل، الذي يدير مقبرة للسيارات، أن طاقته اليومية على تحطيم السيارات لا تزيد عن 30 في اليوم لكنه صار يتلقى 70 سيارة أو أكثر يوميا. وغرقت مقابر السيارات بالسيارات القديمة منذ دخول مبادرة تحطيم السيارات حيز التنفيذ يوم 14 يناير الماضي. واتهم مانويل «البعض بمحاولة شراء السيارات من ولايات أخرى، وتزويدها بأرقام مزورة، ومن ثم تسليمها للمقابر». وأشار إلى أن أحدهم اتصل به وطلب موعدا لتحطيم 600 سيارة مرة واحدة، وكلها سيارات تفي بشروط مدينة بون.

وقال مانويل إن الفرح غمر قلبه في البداية بسبب الإقبال الكبير لأصحاب السيارات على تحطيم سياراتهم القديمة، لكنه يدرك الآن بأن شراء السيارات الجديدة سيضعه على حافة الإفلاس طوال السنوات المقبلة.